توفي الروائي الجزائري الطاهر وطار مساء اليوم الخميس بالجزائر العاصمة اثر مرض عضال عن عمر يناهز 74 سنة حسبما علم لدى أقاربه. و قد ألف الأديب الطاهر وطار عديد الروايات و القصص ترجمت من العربية إلى عدة لغات منها على وجه الخصوص "اللاز" و "عرس بغل" و "الزلزال" و "الشهداء يعودون هذا الأسبوع". ولد الفقيد سنة 1936 بسدراته (ولاية سوق اهراس). تتلمذ بالزيتونية ثم التحق بمدرسة جمعية العلماء المسلمين التي كان من انجب تلاميذها. بدأ مشواره في الأدب سنة 1955 من خلال نشره قصصا في الصحافة التونسية. نشر أول رواية له سنة 1971 تحت عنوان "اللاز" التي عرفت نجاحا كبيرا. ويزخر مشوار الراحل بالعديد من الإنجازات منها تأسيس جمعية الجاحظية سنة 1989 . وكان في الفترة الأخيرة يتابع نشاطها رغم حالته الصحية. أسس عدة جوائز منها جائزة مفدي زكريا التي كانت في البداية جائزة وطنية ثم تحولت إلى جائزة مغاربية إلى جانب جائزة محمد سعيداني. وقد حول عدد من مؤلفاته الروائية والادبية إلى سيناريوهات لأفلام ومسلسلات تلفزيونية ومسرحيات. الجدير بالذكر ان الفقيد الطاهر وطار كان قد عين مديرا عاما للإذاعة الوطنية كما اشتغل صحفيا في عدة عناوين باللغة العربية. وقد فاز الأديب الراحل مناصفة سنة 2005 مع الأكاديمي الفرنسي ميشال لاغارد، بجائزة الشارقة للثقافة العربية التي تمنحها منظمة الأممالمتحدة للتربية و العلوم و الثقافة (يونسكو) إلى جانب حصوله على جائزة مؤسسة سلطان بن علي العويس الثقافية (2008-2009) بدبي. سعى الفقيد طوال حياته إلى خدمة الثقافة العربية و المساهمة في ترسيخ القيم الانسانية و الوطنية في المجتمع العربي. و بعث رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة برقية تعزية لكافة أفراد أسرة المرحوم الأديب الطاهر وطار الذي وافته المنية يوم الخميس بالجزائر عن عمر يناهز 74 سنة أعرب لهم فيها عن تعازيه الخالصة. و جاء في برقية رئيس الدولة : "يرحل إلى جوار ربه تعإلى الاديب الجزائري المرحوم الطاهر وطار أحد رواد الرواية في بلادنا و أبرز الاقلام التي أضاءت صفحات الأدب الجزائري". و أضاف الرئيس بوتفليقة "كان رحمه الله من الجيل الذي آل على نفسه في تحصيل المعرفة بشق النفس يوم كان الطريق اليها عاصفا بالموانع الاستعمارية مكبلا بالحواجز الاجتماعية من فرط الطاقة و التخلف فآثر التحدي حتى نال حظه من المعرفة خدم الثورة المباركة بقلمه و خط لمسيرة الحرية و الاستقلال أروع نصوص الأدب المناضل متفاعلا على الدوام مع قضايا شعبه حاملا همومه الاجتماعية و تطلعاته نحو التجديد و النهضة مما لفت اليه اهتمام الكتاب و القراء في أكثر من بلد و ترجمت أعماله الأدبية للعديد من اللغات". و ختم رئيس الجمهورية برقيته بالقول "نستعطف المولى رحمة أن يكرم مثواه في جنات الخلد و النعيم و يقر أعين أهله و رفاقه و كل الأسرة الأدبية و الثقافية في بلادنا و يتنزل على قلوبهم صبرا جميلا". ومن جهتها بعثت وزيرة الثقافة خليدة تومي برسالة تعزية اثر تلقيها نبأ وفاة الاديب الطاهر وطار يوم الخميس بالجزائر عن عمر يناهز 74 سنة مؤكدة فيها أن "حياته كانت عامرة بالعطاءات الادبية و الابداعية المستوحاة من صلب هذا الشعب الذي عايشه و نقل همومه و احلامه و آماله". و قالت تومي في برقيتها أن المرحوم وطار "قدم للجزائر أجمل سنوات حياته مناضلا ابان ثورة التحرير و إطارا في الدولة و مثقفا أديبا مبدعا و مؤسسا للرواية الجزائرية المكتوبة بالعربية". "لقد كان الطاهر وطار --تضيف الوزيرة-- رغم كبر سنه شعلة من النشاط و الحيوية من خلال كتاباته الادبية و نصوصه النثرية او من خلال مساهماته الفاعلة في الحراك الثقافي الوطني و العربي عبر جمعيته الثقافية و الفكرية "الجاحظية" التي أعادت رسم لوحة المشهد الثقافي الجزائرية بحركيتها و فعاليتها الكبيرة و الهادفة". و أشارت تومي بالمناسبة إلى أن الأديب الراحل كان "يؤمن بالواقعية و يفهم الأشياء على حقيقتها" مردفة أنه "كان غيورا على العربية يتحرق للعابثين بها و للمسيئين لها. كان متفائلا بمستقبل الجزائر الثقافي الذي ساهم إسهاما كبيرا في وضع أسسه و بعث أصوله". "لقد أعطى الطاهر وطار و ما استبقى شيئا في مشهدنا الثقافي لقد ألف الكثير من الروايات و المسرحيات و القصص و ترجمت أعماله إلى الكثير من اللغات و نال العديد من الشهادات صدره بالكثير من الجوائز و التكريمات و لكنه بقي متواضعا تواضع العظماء" كما أضافت. و قالت الوزيرة في سياق ذكرها لمناقب صاحب رواية "اللاز "كانت حياته عامرة بالعطاءات الادبية و الابداعية المستوحاة من صلب هذا الشعب الذي عايشه و نقل همومه و احلامه و اماله فكان عظيما في مستوى عظمة شعبه". و أضافت "لقد رحل و الجميع يحملون له الكثير من المحبة و التقدير و الاحترام لما كان يتحلى به من الوفاء و كريم الخصال و نقاء السريرة و حب الناس و الوطن. إلى ذلك أعلنت وزارة الثقافة ان جثمان الأديب المرحوم الطاهر وطار سينقل إلى قصر الثقافة يوم الجمعة لالقاء النظرة الاخيرة عليه. و أوضحت الوزارة في بيان لها أن نقل الجثمان سيتم على الساعة الحادية عشرة (11.00) صباحا قبل أن يوارى التراب بمقبرة العالية بعد صلاة الجمعة.