التحقت عينا رحمة حليلة بواجهة المحل تتصفح الاحذية التي زينت الواجهة البلورية ... احذية بيضاء وسوداء وصفراء تخطف الانظار، تتأمل رحمة الاسعار جيدا وتقوم بعملية حسابية افتراضية لتقارن اسعار الاحذية بعد اعتماد نسبة التخفيض التي اختارها صاحب المحل والتي لا تقل عن 20 % . رحمة حليلة وشقيقتها نوال لم تكونا على علم بانطلاق «الصولد الصيفي» صباح أمس حيث فوجئنا باللافتات المشيرة الى التخفيض تكسو اغلب واجهات المحلات المنتشرة هنا وهناك على امتداد نهج شارل ديغول بالعاصمة. «سعدت كثيرا بانطلاق موسم التخفيض الصيفي مبكرا عوض غرة اوت وهي فرصة للعائلات من اجل اقتناء ملابس العيد والعودة المدرسية قبل حلول شهر الصيام». ولئن لم ترتق هذه التظاهرة الاقتصادية التي باتت مناسبة هامة ينتظرها المواطن والتاجر على حد السواء الى مستوى «الصولد» في البلدان الأوروبية التي تشهد خلالها انخفاضا هاما في اسعار الملابس الجاهزة وغيرها من المنتوجات الا انه، وعلى حد قول رحمة، يمثل موعدا هاما لاغلب الاسر التونسية التي تجد ملاذها في هذه التظاهرة. والسيدة محرزية ممو هي احدى الأمهات التي تنتظر بفارغ الصبر «الصولد» حيث تخصص له ميزانية من اجل اقتناء ملابس جاهزة لأطفالها. ومن وجهة نظرها فان النسب المعتمدة في التخفيض والمتراوحة بين 20 و50 % وتصل في بعض المحلات والفضاءات التجارية الى 80 % تعتبر هامة لرب الاسرة حتى يتمكن من اكساء أطفاله بأيسر الاثمان. وقد وجدت السيدة محرزية ضالتها في احد المحلات المختصة في بيع ملابس الاطفال. وبالرغم من ان اغلب المواطنين لم يكونوا على علم بانطلاق موسم التخفيض الدوري الا ان معظم المحلات بالعاصمة شهدت صباح امس اقبالا جماهيريا كبيرا فصرف البعض نظرهم عن قضاء شؤونهم الخاصة وتجولوا بين واجهات المحلات علهم يظفرون بحذاء جيد او قميص او سروال وغيرها من الملابس. وبفرح شديد تجلى في ابتسامة عريضة ارتسمت على شفتيه, اعرب مسعود الآمر عن سعادته بانطلاق «الصولد» الذي مثل بالنسبة اليه مفاجأة سارة. هو احد الاشقاء الجزائريين جاء الى تونس في زيارة عمل، نهض باكرا لاتمام مهمته لتستقبله اللافتات التي زينت واجهات المحلات معلنة عن انطلاق «الصولد». وككل الاشقاء الذين يأتون من عدة دول عربية مجاورة الى بلادنا لاقتناء حاجياتهم سواء من الملابس او بعض المواد الاستهلاكية اغتنم مسعود الفرصة ليتجول في بعض المحلات التجارية وقد اثمرت جولته فخرج منها ممتلئ الايادي بالاكياس المحملة بالملابس. في جانب اخر من نهج شارل ديغول بالعاصمة وفي احد محلات بيع الملابس الجاهزة اخذت نسرين الجبالي في تقليب الاقمصة النسائية المعروضة لتختار ما يناسبها. فهي من الحريفات الوفيات لموسم التخفيض تخصص له ميزانية وتقوم قبل انطلاقه بجولة على اغلب المحلات لترصد الاسعار والملابس التي تحتاجها ومع اول يوم للصولد تعود ثانية محملة بالميزانية لتشتري ما وقعت عليه عيناها مسبقا من ملابس واحذية. «هذه السنة أعطتني والدتي ما قيمته 150 دينارا لشراء ما احتاجه من ملابس وادوات تجميل». نادية العياري هي الاخرى تغتنم اليوم الاول لموسم التخفيض لشراء ما رصدته سابقا من الملابس الجاهزة وهي عادة رافقتها منذ سنوات. كما ترصد نادية على غرار صديقتها نسرين ميزانية ل«الصولد» لتنفقها على مختلف الملابس. ولئن وجد مسعود والسيدة محرزية ونسرين ضالتهم في بعض المحلات التجارية فان رحمة وشقيقتها ما تزالان تبحثان عن حذاء جميل لحضور حفل زفاف احد الأقارب.