لا يشكّك أحد في أن الفايسبوك، الذي تحوّل إلى أهم شبكة للتواصل الاجتماعي في الجزائر، استطاع أن يرفع هامش الحرية ليكون أهم فضاء للتعبير، بعد أن بلغ مستوى ''الإعلام البديل''، الذي يصنعه المواطن بنفسه دون الحاجة إلى وسائل الإعلام التقليدية. يرى المختصون بأن هامش الحرية الذي حققه الفايسبوك تعدى كل الحدود، ليس بالنظر إلى أصل الحرية التي يمنحها الموقع، كما هو الحال بالنسبة لخدمة الأنترنت عموما، ومع هذا فإن ''الحرية المسؤولة لم يتم بلوغها بعد، خصوصا وأن بعض من يستخدمون الفايسبوك قد تخطوا كل الخطوط الحمراء، الأخلاقية والاجتماعية''. ويبقى التأكيد على أن دلالة كلمة ''بديل'' في ''إعلام بديل'' لا تعني كونه ثانويا أو هامشيا أو اختيارا أقل أهمية، بل هي ترجمة لكلمة أصلية بالإنجليزية، المستخدمة في مجالات الفنون والإبداع عموما، لتعني نموذجا جديدا غير الراسخ في المؤسسات التقليدية، لكنه لا يقل عنه أصالة. ويشكّل الإعلام البديل في الجزائر، اليوم، النافذة التي يطل منها الغالبية من الفئات التي لا تجد لها صوتا في الإعلام للتعبير عن نفسها وهوياتها وتطلعاتها نحو الحرية. ويقول الأستاذ إبراهيم إبراهيم، من كلية الإعلام والاتصال بجامعة الجزائر، بأن ''الإعلام البديل يشير إلى جملة من تطبيقات النشر الإلكتروني والاتصال الرقمي باستخدام وسائل الاتصال والإعلام المختلفة، في سياق التزاوج بين تكنولوجيا الاتصال والمعلومات، إذ يتم من خلالها تشغيل الصوت والفيديو وإرسال البريد الإلكتروني''. كما إن ''هناك العديد من المعاني المتعارف عليها لتفسير وفهم الإعلام البديل، منها أن يكون في مقابل الإعلام المسيطر، حيث يعد مكوناً أساسيا في ترسيخ مفهوم المواطنة وقيم المجتمع''. ويبقى الفايسبوك اليوم، كإعلام بديل في الجزائر، واحدا من أهم الشبكات الاجتماعية والمواقع الإلكترونية للتواصل، إلى جانب بوابات الأخبار والصحف والمجلات الإلكترونية والإذاعات المحلية والفضائيات الخاصة، وكذلك المواقع الإعلامية الشخصية والمدوّنات والمنتديات وغرف الدردشة التفاعلية ذات الوسائط المتعددة. الأكثر من هذا فإن الفايسبوك حطّم كل قيود محاربة الفساد، وكشف عن كل مظاهره بالصوت والصورة.