قال وزير العدل الليبي صلاح المرغني مساء الخميس إن محاكمة سيف القذافي، نجل العقيد الليبي الراحل معمر القذافي، وعبدالله السنوسي، وزير الاستخبارات في نظام القذافي، والبغدادى المحمودى، رئيس وزراء النظام السابق، ستتم محاكمتهم خلال شهر أو أكثر. وأضاف المرغني خلال مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس الوزراء ووزير الداخلية ووزير الاقتصاد ورئيس الاركان إن 'المحاكمات تبدأ بعد إنهاء التحقيقات... والتحقيقات كادت أن تنتهي ولكن نتوقع ان تبدأ المحاكمة خلال شهر أو اكثر تتوفر فيها كافة الضمانات والمعايير المقررة'. وقال إن 'القريب العاجل لن يشهد وجود سجون خارج نطاق الدولة والشرطة القضائية'. وأكد أنه لن تتم محاكمة المدنيين أمام محاكم عسكرية، حتى ولو اشتركوا مع العسكريين بأي قضية. وتحدث وزير الداخلية عاشور شوايل بدوره عن الأوضاع الأمنية في البلاد، وبخاصة على مدينة بنغازي معلنا أن الجثة التي وجدت هناك لا تعود إلى رئيس قسم البحث الجنائي المقدم عبدالسلام المهدوي الذي اختطف أمس ولا يزال مصيره مجهولا. وأعلن شوايل عن تشكيل لجنة أمنية مشتركة من الجيش والشرطة لتأمين مخارج ومداخل مدينة بنغازي ولضبط الأمن في الشارع ومتابعة الخارجين على القانون. ولفت إلى أن أكثر من 5 الآلاف من منتسبي اللجنة الأمنية العليا التحقوا بالفعل بوزارة الداخلية، مؤكدا أن الدولة لن تقوم إلا على مؤسسات أمنية وعسكرية شرعية. وقال على الجميع أن يعوا بأنه لا مجال للعودة إلى الخلف فالدولة لن تؤسس مع وجود كتائب مسلحة. وكان حشد من منتسبي اللجنة الأمنية قد تظاهروا الثلاثاء أمام مقر البرلمان مطالبين باقالة شوايل بعد أن أصدر قرار ابوقف مرتبات كل من لم يلتحق من أعضاء هذه اللجنة رسمي بوزارة الداخلية. بدوره أكد وزير الاقتصاد مصطفى أبو فوناس أن الحكومة بصدد مراجعة كل القوانين والقرارات المنظمة للنشاط الاقتصادي، مشيرا إلى تشكيل لجان بخصوص هذا الغرض ستصدر تقريرا في القريب العاجل. وحمل ابو فوناس مسؤولية تدهور الأوضاع الاقتصادية للبلاد للنظام السابق،مشيرا إلى أن نسبة البطالة بين الليبيين قبل الثورة بلغت 20 بالمائة. وفيما أعلن أن الاقتصاد الليبي سيعتمد بشكل كبير على القطاع الخاص، أوضح أن بلاده لديها قدرات متميزة لتصدير الاسماك والزيوت والتمور، داعيا الشركات الأجنبية التي كانت تنفذ المشروعات إلى العودة إلى ليبيا لإستكمالها. من ناحية أخرى، قال رئيس أركان الجيش الليبي اللواء يوسف المنقوش إن الجيش الجديد سيكون قليل العدد وبمواصفات محددة معتمدا بشكل أساسي على أحداث تقنيات التسليح العصرية. وأوضح المنقوش، في مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس الحكومة علي زيدان ووزيري الداخلية والعدل مساء الخميس، أن رئاسة الأركان شرعت بالفعل في إعادة تنظيم الجيش وبناء رئاسات أركانه وإدارته المتخصصة وتحديد المناطق العسكرية في المدن الليبية. وأضاف أن الجيش سيبنى وفق مواصفات تعتمد على عقيدته الوطنية بحيث يكون ولاؤه لله أولا ثم للدفاع عن الأراضي الليبية وحماية الشعب وأن يكون خاضعا بالكامل للسلطة السياسية المنتخبة. وأشار المنقوش إلى أن بلاده استعانت حاليا بالعديد من الدول التي وصفها بالصديقة والشقيقة من دون أن يحددها وذلك للقيام بعمليات التدريب للضباط والأفراد نتيجة لما لحق بالمؤسسات التعليمية للجيش من أضرار خلال حرب التحرير وعدم اهتمام النظام السابق. وقال إن الجيش سيكون موجودا في كل منطقة بواقع ما بين كتيبتين أو ثلاث، مؤكدا أن الجيش استوعب حتى الآن 13 ألفا من الثوار بشكل فردي ضمن قوات درع ليبيا التي تتولى الآن مسؤولية الحفاظ على الأمن. من جهة أخر سلمت أحدى كتائب الثوار بمدينة البيضاء الليبية شرق طرابلس اليوم 150 دبابة وكميات من دبابة وكميات من الأسلحة المتوسطة والخفيفة والذخائر وعدد من المركبات. وقال الناطق الإعلامي للكتيبة، فتح الله خليفة في تصريح صحافي اليوم، إن كافة منتسبي الكتيبة التي يطلق عليها شهداء مصراتة والبالغ عددهم 200 عنصر التحق عدد منهم بالجيش والأمن فيما قرر البعض الآخر العودة إلى أعمالهم وإكمال دراستهم. وكان رئيس أركان الجيش الليبي اللواء يوسف المنقوش أكد في وقت لاحق أن استيعاب الثوار في الجيش سيكون عقيدته، مبينا أن 13 ألفا من الثوار سبق أن انضموا إلى الجيش بشكل فردي ضمن قوات درع ليبيا.