مقتل القائد العسكري للثوار ووزير الداخلية السابق في النظام الليبي في ظروف غامضة قال رئيس المجلس الوطني الانتقالي إن رئيس أركان الجيش الوطني التابع للثوار في ليبيا اللواء عبد الفتاح يونس لقي مصرعه برصاص مهاجمين أول أمس الخميس. وأضاف رئيس المجلس مصطفى عبد الجليل أن مهاجمين قتلوا عبد الفتاح يونس بعد استدعائه من الخطوط الأمامية للمواجهات في مدينة البريقة، وذلك للمثول أمام لجنة من أربعة قضاة كانت تنظر في العمليات العسكرية. وقال عبد الجليل في مؤتمر صحفي عقده بمعقل الثوار الليبيين في مدينة بنغازي، إنه تم إلقاء القبض على قائد الخلية المسلحة التي قتلت يونس واثنين من حراسه دون إعطاء مزيد من التفاصيل. وذكرت وكالة رويترز أنه لم يتضح بعد المكان الذي قتل فيه يونس وحراسه أو الكيفية التي عرف بها رئيس المجلس الانتقالي نبأ مصرعهم، لكن عبد الجليل قال إن المساعي جارية للعثور على جثامين القتلى الثلاثة. ولم يتضح على الفور سبب استدعاء يونس، لكن شائعات سرت بأنه أجرى محادثات سرية مع حكومة العقيد معمر القذافي. وحسب مراسل رويترز، فإن مسلحين اقتحموا مبنى الفندق الذي كان عبد الجليل يعقد فيه مؤتمره الصحفي وأطلقوا عيارات نارية في الهواء، وذلك بعيد الإعلان عن مقتل يونس. وكان عبد الفتاح يونس ضمن مجموعة من الضباط الليبيين شاركت في الانقلاب العسكري الذي أوصل العقيد معمر القذافي إلى السلطة في الفاتح من سبتمبر 1969. وتقلد يونس منصب وزير الداخلية قبل أن ينشق عن نظام القذافي وينضم إلى الثوار في فبراير. ويعد اللواء عبد الفتاح يونس من أبرز الشخصيات القيادية في المجلس الانتقالي الليبي، فهو يرأس أركان ما يعرف بجيش التحرير الذي ينضوي تحته الثوار في قتالهم ضد كتائب القذافي. ويونس من مواليد منطقة الجبل الأخضر عام 1944 وينتمي إلى قبيلة العبيدات، وهي واحدة من أكبر القبائل الليبية. وعمل يونس في ظل نظام القذافي قائدا للوحدات الخاصة، ثم تولى وزارة الداخلية عام 2009. وبعد انطلاق ثورة 17 فبراير، أعلن استقالته من منصبه في 21 فبراير الماضي ليلتحق بالثوار ويترأس مجموعاتهم العسكرية. وتعرض لعدة محاولات للاغتيال، كانت إحداها في يوم 22 فبراير 2011 أي بعد يوم من انضمامه للثوار.وفي غضون ذلك، أفادت الأنباء بوقوع انفجارات عدة في العاصمة الليبية طرابلس مساء أول أمس الخميس. وفي شرق ليبيا قال الثوار إنهم سيواصلون القتال خلال شهر رمضان وعلى الجبهات كافة إلى أن يدخلوا البريقة. وأكد الثوار أنهم بصدد فتح منافذ لتخطي الألغام الكثيفة التي زرعتها الكتائب في المدينة. وسمع دوي أربعة انفجارات الخميس في محيط منطقة باب العزيزية مقر العقيد معمر القذافي في وسط العاصمة طرابلس. وشوهد دخان كثيف وأسود يتصاعد في سماء طرابلس جراء الانفجارات. وقال شهود عيان إن الانفجارات يبدو أنها ناجمة عن قصف لطائرات حلف شمال الأطلسي فيما أمكن سماع أزيز الطائرات وهي تحوم في الجو. وفي غرب البلاد شن الثوار في الجبل الغربي هجوما جديدا على قوات القذافي وأعلنوا سيطرتهم على بلدات عديدة أبرزها الغزاية وتكوت والرويس والجويش وهي تعتبر إستراتيجية حيث تستخدمها كتائب القذافي لقصف مدينة نالوت ومعبر وازن ذهبية الحدودي مع تونس. وقال المتحدث باسم اللجنة الإعلامية لمدينة نالوت محمد العزابي إن الثوار تمكنوا من أسر عدد من عناصر الكتائب الموالية للقذافي واستولوا على بعض الآليات العسكرية التابعة لهم. جاء ذلك بعد أن بدأ الثوار صباح الخميس هجومهم على الكتائب بعدة بلدات بمنطقة الجبل الغربي، مستفيدين من غارات شنها طيران الحلف الأطلسي على مواقع الكتائب بهذه المناطق. وجاءت هذه التطورات على جبهة الشرق بالتزامن مع تواصل الحصار الذي يفرضه الثوار على مدينة البريقة في الشرق من عدة جهات، بينما تحاصر الكتائب الموالية للقذافي مجموعات من الثوار متمركزين في حقل الساحل النفطي جنوبالمدينة. كما تواصلت الاشتباكات بين الجانبين في محيط مدينة مصراتة التي توعد خميس القذافي نجل العقيد بالعودة إليها بعد أن تمكن الثوار من إخراج الكتائب منها منذ فترة. على صعيد متصل، قال جنود من كتائب القذافي وقعوا في أسر قوات الثوار إن معنويات قوات القذافي منخفضة لدرجة أن الضباط يضطرون لتهديد الجنود وعائلاتهم بالقتل لإجبارهم على القتال، وفق تقرير بثته وكالة رويترز للأنباء.