أثنى، أحمد عصمان، الرئيس الأسبق لحزب التجمع الوطني للأحرار، أكثر من مرة،على الدور الوطني الكبير للزعيم اليساري الراحل، المهدي بنبركة، أحد مؤسسي حزب الاتحاد الوطني للقوات الشعبية (الاتحاد الاشتراكي) الحالي. ووردت الإشارة الطيبة للزعيم الذي اختطف في باريس يوم 29 أكتوبر 1965 في معرض ذكريات الطفل عصمان، بعدما وقع عليه الاختيار كتلميذ متفوق لينضم إلى مجموعة التلاميذ الذين تم اختيارهم على أساس ذكائهم وتفوقهم، ليرافقوا ولي العهد آنذاك الأمير مولاي الحسن في مساره الدراسي بالمرحلة الثانوية. وقال عصمان في مذكراته التي تنشرها يومية "المساء" المغربية على حلقات،إن بنبركة وثلة أخرى من الوطنيين أقنعوا الملك الراحل محمد الخامس، بفتح أبواب المدرسة المولوية أمام المجتهدين النبغاء من أبناء الشعب المغربي، أينما كانوا، بدل الاقتصار على أولاد الأعيان وخدام الاستعمار الفرنسي.وبالفعل خرج أبناء الأعيان من المدرسة ولم يبق منهم إلا تلميذ واحد بسبب تفوقه. ومن الأشياء الطريفة التي سردها الوزير الأول المغربي الأسبق وزوج شقيقة الملك الحسن الثاني الأميرة الراحلة "للا نزهة" أن بنبركة هو الذي استقبل التلميذ عصمان ذات مساء في محطة القطار بالرباط قادما من مدينة وجدة، بل استضافه في بيته لمدة يومين وهيأه للالتحاق بالمعهد المولوي داخل القصر الملكي بالرباط. ويحكي عصمان أنه بمجرد ولوج بوابة المعهد وجد نفسه أمام رفيقه الجديد في الدراسة مولاي الحسن، وكأنهما يتعارفان منذ مدة ليرتبطا فيما بعد بصداقة مديدة . وحسب المذكرات فإن عصمان عارض في البداية الانتقال من وجدة للدراسة في الرباط، لأن ميوله كانت علمية بل متفوقا فيها كما أن الموسم الدراسي قد بدأ منذ أكثر من شهر،بينما كان مولاي الحسن ذا ميول أدبية. ولم ينتبه "عصمان" إلى أن رفضه يلتقي مع رغبة دفينة لمندوب الإدارة الاستعمارية في وجدة الذي عرقل من جهته التحاق الفتى عصمان، بالمعهد المولوي، خوفا من تأثير المهدي بنبركة الذي كان على اتصال بشقيق عصمان "بنعودة" منسق الحركة الوطنية في عاصمة المغرب الشرقي . وهذا الأخير هو الذي اقنع أخاه الأصغر بحزم حقائبه والسفر إلى الرباط، بناء على نصيحة ورغبة بنبركة. *تعليق الصورة: المهدي بنبركة