تداولت مواقع إعلامية صباح يومه السبت ، خبر رسالة التعزية التي بعث بها محمد عبد العزيز، أمين عام جبهة البوليساريو ، إلى قيادة جماعة" العدل والإحسان" على إثر وفاة مرشدها الشيخ الراحل عبد السلام ياسين. ونقلت بعض المواقع عن جماعة "العدل والإحسان" قولها أنها اعتبرت التعزية لحظة إنسانية ولا صلة لها بالسياسة وبالتالي فإنها لم ترفضها دون أن توضح الوسيلة التي وصلت بها الرسالة التي نشرت نصها الكامل وكالة أنباء جبهة البوليساريو. ولوحظ أن عبد العزيز، وقع رسالة التعزية باسمه الشخصي وبصفته أمينا عاما لجبهة البوليساريو ورئيس ما أسماه الجمهورية الصحراوية الديمقراطية، كما أن الرسالة تتحدث عن "الشعبين الشقيقين المغربي والصحراوي، فضلا عن كون نص التعزية يشير إلى الاستبداد الذي لحق الجماعة في عهد الملك الراحل الحسن الثاني وأن الشيخ الراحل وقف ضد الظلم الذي أصاب الصحراويين، حسبما ورد في الرسالة التي وجهت في اسم محمد العبادي، الخليفة المحتمل للشيخ ياسين. وبرأي ملاحظين فإنه لا ينبغي قطعا استبعاد المشاعر الإنسانية عن مبادرة عبد العزيز بالنظر إلى أهمية شخصية الراحل، لكنهم يتساءلون لماذا أغرق عبد العزيز، الرسالة في مستنقع السياسة فتحدث عن ما كان يأباه الشيخ الراحل في حياته ومواقفه السياسية التي لم تخلط أبدا بين الخلاف الشديد مع النظام في المغرب وبين التلاعب بالمبادئ الوطنية وفي مقدمتها التشكيك في الوحدة الترابية للمملكة والانزلاق وراء تأييد الأطروحة الانفصالية في الصحراء، كوسيلة احتجاج على المنع والتضييق الذي لحق "العدل والإحسان" منذ تأسيسها. ويضيف هؤلاء إن زعيم البوليساريو ، كان ينبغي أن يتحلى بالحصافة السياسية من جهة، ويميز بين واجب العزاء وعدم السقوط في المحظور السياسي والاكتفاء فقط بتقديم العزاء باسمه وليس باسم هيئة سياسية لم يعترف بها الشيخ "ياسين " في حياته بل إنه كان مؤمنا بإقامة الخلافة الإسلامية وليس بتأييد الحركات الانفصالية مهما كانت أسبابها. ومن الواضح أن زعيم، جبهة البوليساريو، أراد اللعب على الخلاف القائم بين "العدليين" والنظام في المغرب الذي تغيب ممثلوه الرسميون، كموقف غير مفهوم، عن المشاركة في الجنازة والتزام ما يشبه التعتيم من جانب الإعلام العمومي على حادث وفاة شخصية استثنائية بجميع المعاني الفكرية والسياسية ؛ ما يلقي السؤال على قيادة الجماعة بخصوص سماحها بهذه"المناورة" الإنسانية من جانب جبهة البوليساريو والتي لا يغيب عنها طابع "الانتهازية" واستغلال غياب شيخ عرف بالتقوى والورع والزهد؟