في خطوة تعد الأولى من نوعها في ظل الجمهورية الفرنسية الخامسة، تولى رئيس الوزراء شخصيا، افتتاح مسجد في منطقة يقطنها عدد كبير من المسلمين الجزائريين والمغاربة. وتوجه رئيس الوزراء فرونسوا فيون صباح اليوم (الاثنين) إلى بلدة "أرجونتوي" في ضواحي العاصمة باريس رفقة وزير الشؤون الدينية، بريس أورتيفو، حيث افتتح مسجد "الإحسان" الذي كان قبل عشرين عاما بناية صناعية قبل أن يشتريها مقاول جزائري،ويحول بفضل هبات المحسنين إلى مسجد كبير. واعتبرت صحيفة "لوفيغارو" الفرنسية هذه الخطوة "الفريدة" منذ نشوء الجمهورية الخامسة في 1958، محاولة واضحة لترضية المسلمين الذين يشكلون أكبر جالية في فرنسا، ولاستعادة ثقتهم خصوصا أنها تأتي أسبوعا قبل التصويت على قانون حظر الحجاب في الأماكن العامة. وأوضحت الصحيفة أن الحكومة عمدت، بداية الشهر الجاري ضمن عدد من الترتيبات الرامية إلى تسهيل تمرير القانون، إلى عقد اتفاقية مع المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية لتطوير أساليب رصد الأعمال والتهديدات الموجهة ضد المسلمين. وأشارت الصحيفة إلى أنه من بين 1026 جريمة عنصرية مسجلة في 2009، هناك 314 تمت في أماكن إسلامية أو ضد أشخاص معتنقين الدين الإسلامي. وأضافت أن احتجاجات ممثلي الجالية الإسلامية ضد هذه الأعمال لم تجد آذانا صاغية داخل الجدل القائم حول "الإرهاب والتطرف". بيد أن الصحيفة اعتبرت مبادرة فيون تعبيرا عن اهتمام فرنسا بالمسلمين وحرصها على مصالحهم. ملمحة إلى أن هذا الحرص نابع من كون الإسلام الذي يعد الدين الثاني في فرنسا، دين مجزء تتجاذبه أطراف متعددة ويقع تحت النفوذ الأجنبي.