استعادت مواقع التواصل الاجتماعي في مصر روح «ميدان التحرير» من جديد في ظل سخونة المشهد السياسي ونجاح مليونية «للثورة شعب يحميها» أول من أمس، والدعوات التي ترتب لمليونية غدا الجمعة تحت اسم «حلم الشهيد». وشهدت المواقع ردود فعل متباينة حول أزمة الإعلان الدستوري الذي أصدره الرئيس محمد مرسي، وذلك من خلال تلال من التعليقات الساخرة والانتقادات ورسوم الكاريكاتير التي تبارى أعضاء المواقع في تداولها، والتي كانت في أكثرها متضامنة مع الثوار، كما ظهرت على المواقع نفسها كثير من الانتقادات للرئيس وجماعة الإخوان المسلمين، فيما أخذ بعض الأعضاء موقفا حياديا، أو فضلوا الحديث عن المشهد الذي تمر به البلاد وطرح حلول له. فعلى موقع «فيس بوك»، أوَّل شاب مصري بيت المتنبي الشهير «وكم ذا في مصر من المضحكات.. لكنه ضحك كالبكا»، بمعادلة ساخرة وموجعة، لكنها مع ذلك تلخص واقع الحال المر الذي تشهده أرض الكنانة اليوم، قائلا «البلد الآن بقت عاملة زي واحد أخرس بيقول لواحد أطرش إن فيه واحد أعمي شاف واحد مشلول بيجري ورا واحد أقرع عشان يسرَّح له شعره». وعرجت تعليقات كثيرة إلى كيفية حل الأزمة وما يمكن أن يتخذه الرئيس المصري حيالها، على شاكلة «لا أرى أي بديل غير استجابة مرسي للتحرير والتراجع عن الإعلان الدستوري غير المدروس.. التجاهل والبطء غير مفيدين»، وأيضا «أي استجابة جزئية من الرئيس الآن سيتم التعامل معها كمكسب للمليونية، الحل في تغيير لغة التنازلات إلى لغة العودة إلى الحق، وأول العودة إلى الحق إلغاء الإعلان غير الدستوري». فيما انتقد أحد الأعضاء ما تردد عن إجراء استفتاء بين المواطنين حول تأييد أو معارضة الإعلان الدستوري بقوله «الإخوان بيضيعوا الوقت، فاكرين إنهم ممكن يجمدوا الوضع لحد الدعوة لاستفتاء على الإعلان الدستوري، كيف يمكن الاستفتاء من غير إشراف قضائي؟». وفي توقعات ساخرة للأزمة قال أحد الأعضاء «أتوقع أن مرسي لو ألغى الإعلان الدستوري سيقوم المعارضون كالبرادعي وصباحي بحشد لمظاهرات عشان يرجع الإعلان تاني!! هي مسألة عند فقط». وتعليقا على الأعداد الكبيرة التي شاركت في مليونية الثلاثاء أو تنوي المشاركة في مليونية الجمعة، جاءت التعليقات «ده مش حزب الكنبة بس اللي نزل يتظاهر ضد مرسي.. ده عفش البيت كله نازل»، وتهكم آخر «كل دول فلول وكفار؟ أنا لو من الإخوان أترك البلد الفاسقة دي وأروح أعيش في أفغانستان». ومع إعلان جماعة الإخوان المسلمين تأجيل المليونية التي كانوا دعوا إليها الثلاثاء الماضي، انتقد كثيرون هذا الموقف بقولهم: «نفسي أعرف إمتى الإخوان مارجعوش في كلامهم.. حتى المظاهرة التي أعلنوا عنها ألغوها»، و«هل خدعنا الإخوان؟ تأجيل المليونية في القاهرة فقط، والمظاهرات مستمرة في المحافظات التي حدثت بها اشتباكات أساسا».