اختار رشيد نيني طائر الهدهد رمزا لمشروعه الإعلامي الجديد، المتمثل في يومية " الأخبار"، التي صدر عددها الأول يومه السبت، انطلاقا من مدينة الدارالبيضاء، وفسر هذا الاختيار للدلالة على الأمانة في نقل النبأ اليقين من مصدره. وكما جاء في افتتاحية العدد الأول، فإن رمزية هذا الاختيار، تختزل بدقة فلسفة وتوجه الخط التحريري للصحيفة، فهي،كما يقول رئيسها المؤسس ومديرها العام نيني،" جريدة متخصصة في التنقيب عن الخبر والتحقق من صحته ونشره، ثم عرضه على مشرحة التحليل". وتأسيسا على ذلك، يوضح كاتب الافتتاحية،أن الهم الأساسي للطاقم الشاب لليومية،الذي يقوده مدير التحرير والنشر رضوان حفياني، سيكون " هو توفير مادة خبرية للقاريء، تحترم ذكاءه، وتستجيب لتطلعاته،وتشفي عطشه إلى المعرفة بكل صنوفها". و الرهان الصعب الذي يراهن عليه نيني ومن معه،بعد قضائه لسنة كاملة وراء أسوار سجن عكاشة، ثمنا لحرية الصحافة، هو أن يجعل من يومية" الأخبار" مصدرا موثوقا للخبر وطنيا ودوليا"،على حد تعبيره. ولم يفت نيني أن يوضح،أن خروج هذا المولود الإعلامي، في هذه الظرفية بالذات، له عدة دلالات،من بينها "أن لدينا الثقة أن المغرب يجتاز مرحلة دقيقة من تاريخه يحتاج فيها إلى كل أبنائه المخلصين والمؤمنين بضرورة تحمل مسؤوليتهم التاريخية في الدفع بعجلة التقدم والسير نحو الديمقراطية التي تكفل الحرية والكرامة والعدل والمساواة لجميع المواطنين". وكما كان متوقعا، استهل نيني ركنه اليومي الشهير " شوف تشوف"، بالحديث عن يومياته في السجن،مخصصا الحلقة الأولى لحكاياته مع " الناموس" الذي كان يقض مضجعه، ويحرمه من النوم، في تلك الفترة العصيبة من حياته، التي أمضاها محروما من حريته وأقلامه وحاسوبه، وهو ما يشكل مصدر معاناة إضافية له، مثل كل صحافي يتوق لملاقاة قرائه كل يوم. ووعيا وإدراكا منه لدور السخرية في تقويم الاعوجاجات،ولفت الانتباه إلى الاختلالات،خصص نيني مساحة أوسع للكاريكاتير كأداة للنقد، لاتقل أهمية عن الكاميرا والقلم في رصد أعطاب المجتمع وتحولات المشهد السياسي،متسلحا بكوكبة من ألمع حاملي الريشة اللاذعة، وفي مقدمتهم الرسام، المثير للجدل، خالد كدار، الذي أوقف مؤخرا موقعه "بابوبي" للتفرغ لهذه التجربة الجديدة. ومن الأقلام العائدة إلى الكتابة في الصحافة، والتي لها باع طويل في رسم ملامح بورتريهات أصحاب القرار السياسي، الكاتب المعروف، محمد الهرادي، الذي استهل سلسلته الجديدة بموضوع مشوق بعنوان " عبد الإله بنكيران المقيم خلف جدار النار"، حاول فيه بكل ما يملك من خلفية سياسية وثقافية، الإلمام بالمسار السياسي للرجل، الذي يقود سفينة الحكومة المغربية حاليا، في مواجهة " التماسيح والعفاريت" وغيرها من الكائنات التي صارت لازمة تتردد في خطبه الموجهة للرأي العام، ويتخذ منها البعض مادة للتندر والتفكه. ودشن الإعلامي المغربي محمد الأشهب ،ركنه " حكايات بلاحدود" بحادثة طريفة، وقعت لأحد المذيعين المغاربة في القاهرة مع الموسيقار محمد عبد الوهاب،بعنوان " سلم على الملك"، وسيكون من التعسف عليها اختزالها في بضعة سطور، في هذه المتابعة السريعة، لذلك يتعين قراءتها بتفاصيلها المشوقة في الصفحة الأخيرة من اليومية الجديدة. وسجل العدد الأول ظهور الإعلامية إقبال إلهامي،كمساهمة في رأس مال اليومية، وككاتبة رأي، بعد أن اعتاد المشاهدون المغاربة رؤيتها وهي تلاحق مستجدات الأحداث، عبر قناة " الجزيرة" القطرية،وقد حكت قصة رحلتها من هذه الفضائية إلى " الأخبار"، بعد أن أدركت أن الوقت قد حان لضبط توقيتها على إيقاع الزمن المغربي، عوض الزمن المشرقي،وفق قولها. "شمعة جديدة تولد إذن في سماء الصحافة المغربية المستقلة، رهانها أن تطفيء ظمأ الحالمين بفجر جديد ينيره ضوء الحرية": هكذا تختم إلهامي أول مقال لها في يومية " الأخبار". تعليق الصورة: "الأخبار" يومية جديدة لرشيد نيني ستعزز المشهد الصحافي في المغرب.