وضع جهاز الأمن المتخصص في مكافحة الإرهاب بين يدي القضاء ملفا ثقيلا، يتعلق بخلية تتكون من 12 شخصا يقعون تحت طائلة تهمة إقامة صلة بتنظيم القاعدة، بهدف تنفيذ مخطط يسعى إلى انفصال الجنوب عن بقية مناطق الجزائر. ويسمى التنظيم الذي قاد هذا المسعى ''حركة الصحراء من أجل العدالة الإسلامية''. ذكر مصدر مطلع على تفاصيل الملف ل''الخبر''، أن اكتشاف نشاط ''حركة الصحراء'' تم في خريف العام الماضي وفي منطقة ورفلة، حيث ينحدر سبعة من المتهمين ال.12 وبعضهم يسكن في حي واحد بمدينة ورفلة. وأوضح نفس المصدر أن التنظيم الذي يدعو إلى الانفصال، بنى مخططه على أفكار ''حركة أبناء الصحراء'' التي ظهرت قبل أعوام وطرحت فكرة الانفصال، ثم اختفت عام 2007 بعد أن تمكنت الأجهزة الأمنية من استمالة عناصرها إلى هدنة، انتهت باعتقال سبعة منهم وجنوح آخرين إلى السلم. ومن أهم ما يعرف عن نشاط التنظيم، حادثة الاعتداء على مطار جانت في 8 نوفمبر 2007 أسفر عن إلحاق ضرر بطائرة شحن عسكرية من نوع ''إليوشين''. وقد عادت هذه الحركة من جديد، حسب المصدر، لكن بارتباطات مع تنظيم ''القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي''. ويقول المصدر إن قائدها جزائري من الصحراء يكنى ''الطاهر أبو عائشة'' واسمه الحقيقي الأمين بن شنب، الذي يوصف بأنه أحد روافد تنظيم ''القاعدة'' بالمنطقة الصحراوية. وينسب لبن شنب، بحسب الملف الذي أخذ مسارا قضائيا، أنه أعد أعمال تفجير ضد أنابيب غاز ومنشآت نفطية وشركات أجنبية عاملة في المجال. والهدف كان إجبار السلطات على التفاوض معه حول مطلب فصل الصحراء عن بقية مناطق البلاد. ولتنفيذ هذا المخطط، استعان ''أبو عائشة'' بمهربين وأقارب له وكلفهم بتجنيد أشخاص مقتنعين بفكرة الانفصال، وعلى استعداد للتعاون مع ''القاعدة'' للدخول في مواجهة مع السلطات. لكن المسعى فشل في بدايته بسبب اعتقال أحد أفراد الشبكة يقيم بمدينة ورفلة يسمى عبد الكريم وعمره 25 سنة. ونقل عن الموقوف أن التحضير لمخطط التفجيرات انطلق من حي الرويسات بورفلة. وقال أثناء التحقيق الأمني إنه أقام صلات مع المتاجرين بالسلاح تنفيذا للمخطط. وذكر المصدر أن الخلية التي تبنت فكرة الانفصال بمساعدة الجهاديين المسلحين، توسعت بسرعة. وتنقل أفراد منها إلى تيغرغر بصحراء مالي، مكان إقامة الرأس المدبر للمخطط ''أبو عائشة''. والتقوا به وشرح لهم هدف ''حركة الصحراء للعدالة الإسلامية''، وهو ''إسماع صوتنا إلى السلطات الجزائرية التي تمارس التمييز بين شمال وجنوب البلاد''. وأصدر قائد الجماعة أوامر لعناصره بأخذ صور عن منشآت نفطية محددة في حاسي مسعود، تمهيدا لضربها. وبفضل الاطلاع على أرقام هواتف الأشخاص الذين كان عبد الكريم على اتصال بهم تنفيذا للخطة، فكك الأمن الخلية. وبفضل المعلومات التي وفرها أعضاؤها، حجز الأمن أكثر من 12 قنطارا من نترات الأمونيوم، وهي مادة تستعمل في صناعة متفجرات، وفتيل صاعق بطول 100 متر و31 مفجرا صاعقا وثلاث قنابل يدوية دفاعية، وثلاث قطع كلاشنيكوف و39 مخزن ذخيرة، وأسلحة. وتم العثور على الأدوات الحربية بمكان يبعد عن وسط ورفلة ب110 كلم، وبالقرب من الطريق الوطني. للإشارة، يرد في الملف اسم مختار بلمختار على أساس أنه الطرف في ''القاعدة''، الذي كان يتابع نشاط الحركة الانفصالية بغرض دعمها. أما الموقوفون فقد جرى التحقيق معهم بمحكمة الشرافة بالعاصمة، حيث وجهت لهم تهمة الإرهاب. ورفع الملف إلى غرفة الاتهام التي أصدرت، في 7 نوفمبر الجاري، قرارا بإحالته على محكمة الجنايات.