وصلت أمس، أول رحلة للحجاج الميامين إلى أرض الوطن، على متن الخطوط الجوية الجزائرية، حيث سجلت الرحلة تأخرا بنحو ساعة، فيما لم يكن في استقبال الحجيج أي مسؤول رسمي كما جرت عليه العادة. "الشروق" كانت من بين المستقبلين للحجاج، حيث نقلت شهاداتهم المتباينة حول تكفل البعثة بهم ومشاق الحج التي صادفتهم خصوصا في صعيد منى، حيث تحدثنا إلى أول حاج اشتكى من صغر مساحة مقرات الإقامة، ونصح الراغبين في زيارة بيت الله على القيام بذلك في سن صغيرة لتفادي المشقة، أما الحاج "ز.ملياني" صاحب ال71 سنة المنحدر من خميس مليانة فوصف الأمور بالطبيعية، فيما قال أن المشكل كان في الأكل، حيث تكفل كل حاج بشراء الأغذية، فيما تكفلت البعثة بتموينهم بالماء والقهوة والمشروبات . من جانبها، اعتبرت حاجة من زيامة المنصورية تبلغ من العمر 76 سنة، مشقة الحج أمرا عاديا، وقالت أن الحج أرهقها وأن الأفضل أن يحج الإنسان في صحة جيدة، وفي سن صغيرة "التعب في الحج موجود، ويستحسن بالراغب في زيارة بيت الله أن يكون في صحة جيدة"، أما الحاجة "م.العلجة" البالغة من العمر 79 سنة والمنحدرة من ولاية المدية فكانت من أشد الناقمين على البعثة التي قالت أنها لم تقم بواجبها حيال ضيوف بيت الله وتحدثت ل"الشروق" عن إصابتها بوعكات صحية بسبب غياب الأكل ومكان الإقامة، حيث كانوا يعيشون على الماء والعصير "لقد ضيعونا صحيا وكانوا يجلبون الأكل على الساعة الثالثة، عصير وقهوة فقط، أما في منى فحدث ولا حرج، لقد قضينا ثلاثة أيام كاملة دون أكل" تقول الحاجة التي كان وجهها شاحبا وتستند على عمود حديدي في انتظار دورها لتسوية وضعية الخروج من المطار، لتردف بالقول "أن ما أتعبها هو المسافة الطويلة التي قطعتها للوصول إلى منى، حيث تعرضت لوعكة صحية دخلت إثرها إلى أحد مستشفيات المدينة، وتعد الحاجة من بين المعتادين على أداء مناسك الحج، حيث سبق وأن حجت منذ 25 سنة، إذ اعتبرت الحج في السابق أحسن بكثير من هذه المرة، كون عدد الحجاج كان أقل والظروف كانت أحسن، فيما قال زوجها الذي كان أيضا من الناقمين أن دور البعثة اقتصر على خدمة "الأحباب والمعارف"، ودعا إلى حل البعثة وإلغاء دورها نهائيا، وتحدث الحاج عن الظروف التي حج فيها الأشقاء المصريون، حيث قال أن عددهم 86 ألفا، وكانوا أفضل تنظيما من الجزائريين وأحسن تكفلا أيضا. ومن بين الطرائف إن لم نقل الغرائب ما قصته حاجة في ال 78 من العمر ل"الشروق" عندما قالت أن حاجتين جزائريتين مسنتين تعاركتا في منى بسبب المكان، فكل واحدة تقول أن المكان لها قبل أن تتشابكا بالأيدي وتشد الواحدة الأخرى من الشعر، إلى أن تدخلت حاجة أكبر سنا وهدأت الأوضاع بالقول أنهما أبطلتا حجهما، وثار الرعب بين الحجيج الجزائريين بعد أن انتشرت أقوال حول ذبح حاج جزائري لآخر، لأنهما لم يتفقا، وبقي الأمر على حاله دون أن يهدئ من روع الحجاج أي كان، حيث حملوا الرواية معهم إلى الجزائر. والأدهى والأمر تقول حاجة من برج بوعريريج في ال70 من العمر، أن لا أحد كان يتكفل بالآخر، بل كل يفكر في نفسه، ووصل الشجار إلى المراحيض، حيث لم يمنع الحج من نقل عادات سيئة إلى بيت الله الحرام خصوصا بين النساء. وتدخل حاج من بين الحجيج الأصغر سنا وهو من العاصمة في ال42 من العمر يدعى "ق.ج"، حيث قال أن بين صفوف البعثة حجاج غير أكفاء، لا يعرفون كيف يتعاملون مع الحجاج، وقال أنه في البقاع لا يحتاج الشباب إلى من يتكفل بهم، بل هم من يتكفلون بكبار السن، فيما على كبار السن بالجزائر التكفل بالشباب الضائع على حد قوله. وفي الطابور كانت حاجة تشد يدها وتحاول السير بخطى متثاقلة، تقربنا منها أين روت لنا قصتها مع شيخ رمى بها خارج الحافلة فالتوت ذراعها، والسبب تقول الحاجة أنها حاولت ركوب الحافلة قبل زوجة الشيخ الذي ثارت ثائرته، لأنها لم تسمح لرفيقته بالمرور.