جدد علماء آثار مغاربة التأكيد على عدم تعرض النقوش الصخرية التي توجد بموقع "ياوغور" بإقليم الحوز للتدمير،نافين بشكل قاطع٬ خلال زيارة ميدانية لبعثة علمية إلى هذا الموقع الأثري أمس الأحد٬ أن تكون المنحوتات الصخرية الموجودة بهذا الموقع بالأطلس الكبير قد تعرضت لأي تغيير أو تدمير. وحرصوا على إبراز الدور الكبير الذي تضطلع به الساكنة المحلية في حماية وصيانة هذا الموروث الذي تعتبره من تراثها، وفق وكالة الأنباء الرسمية المغربية. وأوضح مصطفى نامي، باحث في الآثار ورئيس مصلحة التراث غير المادي بوزارة الثقافة٬ في تصريح للصحافة٬ أن هذه الزيارة تأتي للتأكيد مرة أخرى على أن الموقع الأثري "ياوغور"٬ الذي كثر الحديث عنه مؤخرا٬ لم يطرأ عليه أي تغيير٬ مضيفا أن الأمر ينطبق أيضا على كافة النقوش الصخرية المتواجدة بمنطقة الأطلس الكبير. وأشار إلى أن وزارة الثقافة قامت بجرد لهذه النقوش ضمنها موقع "ياوغور" وتتوفر على وثائق ومعطيات تثبت عدم حدوث أي تغيير عليها خلال السنوات الأخيرة٬ مبرزا الجهود التي تقوم بها الوزارة للمحافظة على هذه النقوش والتي من بينها إنشاء مجموعة من المحافظات على مستوى التراب الوطني من أجل المساهمة في الحفاظ على هذا النوع من التراث والتعريف به وإدماجه في التنمية المحلية٬ بالإضافة إلى اعتماد نظام للمراقبة عبر وضع حراس على مجموعة من المواقع. ومن جهته٬ قال عبد الخالق المجيدي٬ باحث بالمركز الوطني للنقوش الصخرية بالوزارة٬ في تصريح مماثل٬ إن منطقة أوكايمدن تتوفر على الجزء الأكبر من النقوش الصخرية المتواجدة بالأطلس الكبير بحيث تضم أكثر من ثلاثة آلاف وأربعة مئة نقش. وأضاف أن الصور القديمة التي أخذت للنقوش الصخرية تثبت أنها تعرضت لعوامل تعرية قديمة جدا٬ معتبرا أن ادعاء بعض وسائل الإعلام تعرض هذه النقوش للتخريب عار من الصحة وأن الحالة الوحيدة التي سجلت في هذا السياق تعود لألف سنة قبل الميلاد في المجتمعات القديمة التي كانت تسود فيها ظاهرة تقديم القرابين حين أقدم البعض على تخريب هذه الرسوم التي ترمز للقرابين في ذلك الوقت٬ كرد فعل على عدم قبول الوضع السائد آنذاك. وأما من الناحية التاريخية٬ يضيف المجيدي ٬ فإن هذا الموقع يشمل أقدم كتابة أمازيغية في شمال إفريقيا ويعتبر الوحيد بهذه المنطقة الذي يوضح انفتاح شمال غرب إفريقيا على شبه الجزيرة الإيبيرية وحوض البحر الأبيض المتوسط الغربي. وأشار إلى أن هذا الموقع يعتبر مهد ظهور الكتابة بشمال إفريقيا وآخر محطة في تاريخ مجتمع المغرب القديم من حيث رد الفعل تجاه تدهور المناخ في الجنوب بعدما بدأ التصحر بهذه المنطقة منذ أربعة آلاف سنة قبل الميلاد بسبب هجرة المجموعات البشرية للمناطق التي يصعب فيها العيش في اتجاه الجبال٬ مؤكدا على ضرورة حراسة هذه المواقع من أجل الحد من عوامل التعرية البشرية. من جانبه٬ أوضح بلغازي نبيل٬ ممثل وزارة الثقافة٬ أن هذه الزيارة تأتي من أجل تنوير الرأي العام الوطني والدولي ودحض الادعاءات والأكاذيب التي جاءت على لسان بعض الصحف الوطنية ووسائل الإعلام الدولية بخصوص تعرض مواقع أثرية بالأطلس الكبير للتخريب. وأكد أن هذه المواقع ٬ التي قام الباحثون وعلماء الآثار بجردها وتوثيقها منذ سنة 1977٬ لازالت على طبيعتها ولم يطرأ عليها أي تغيير٬ مبرزا الجهود التي تبذلها الوزارة والسلطات المحلية للسهر على حماية هذه المواقع بمساعدة ساكنة المنطقة. *تعليق الصورة: الموقع الأثري للنقوش الصخرية، تصوير: محمد محيمدات.