نقلت وكالة "أوروبا بريس" الإسبانية، أمس عن البرلماني يحيى يحي، عضو مجلس المستشارين المغربي، قوله إنه ستتم مناقشة فكرة تأسيس حزب سياسي في المغرب، تنحصر مهمته في المطالبة باستعادة مدنيتي سبتة ومليلية المغربيتين المحتلتين. وورد تصريح يحي، في معرض حديثه عن الاعتصام على أبواب المدينتين، الذي ستنظمه هيئة تحرير سبتة ومليلية التي يتزعمها، غدا الأربعاء، كشكل من أشكال الاحتجاج السلمي على إسبانيا التي يزور رئيس وزرائها المغرب في نفس اليوم ليرأس إلى جانب نظيره المغربي، عبد الإله بنكيران، أشغال اللجنة العليا المشتركة بين البلدين. وأضاف يحي، إن الناشطين الفاعلين في هيئة التحرير سينظمون مسيرة سلمية نحو جزيرة "باديس" القريبة جدا من الشاطئ المتوسطي، على مسافة بضعة أمتار من مدينة الحسيمة في شمال المغرب. وقدر يحي عدد الذين سيشاركون في المسيرة والمعتصمين المرابطين على أبواب سبتة ومليلية بحوالي 15 الف مغربيا، سيتقاطرون على المكان من عدة جهات مغربية، على متن حافلات مؤجرة لنفس الغاية. وبموازاة المسيرة والاعتصام أوضح البرلماني يحي يحي، وهو رئيس منتخب بلدية "بني انصار" المحاذية لمليلية، أنه ستنظم وقفات احتجاجات أمام القنصليات الإسبانية في بعض المدن المغربية للمطالبة بإعادة الأجزاء المقتطعة من تراب الوطن منذ أكثر من 500 سنة، مشيرا إلى أن مغاربة سبتة يؤيدون الخطوة التي أقدم عليها إخوانهم وحيث من المتوقع أن يعربوا عن موقفهم الرافض للاحتلال لدى القنصلية الإسبانية بمدينة تطوان القريبة من سبتة. إلى ذلك ذكر يحي، أن سياسيين من منطقة الريف بشمال المغرب، انضموا إلى مبادرته، بينهم البرلماني نجيب الوزاني، أمين عام حزب "العهد الجديد" والوزير الأسبق لحقوق الإنسان، المحامي محمد زيان رئيس الحزب الليبرالي (غير ممثل في البرلمان) تجدر الإشارة إلى جزيرة باديس، تبلغ مساحتها حوالي 19 الف كلم مربع، وتمثل تحديا استعماريا سافرا للمغرب إذ أنها واقعة على مرمى خطوات من شاطئ مدينة الحسيمة. ولا توجد حياة او نشاط بالجزيرة الصخرية مثل نظيرتها "ليلى" قرب مدينة سبتة، وتتناوب على حراستها مفرزة صغيرة من الجنود الإسبان وبالتالي فليست لها أية قيمة ضمن الاستراتيجية العسكرية الحديثة، لذلك كثيرا ما تمنى المغرب أن تبادر إسبانيا بإبداء المرونة بخصوص فتح الملف الترابي الاستعماري وتطرح المسألة على طاولة النقاش، بدءا بما ليست له أهمية اقتصادية أو عسكرية مثل الجزر الصخرية الصغيرة المتناثرة في البحر المتوسط، وذلك بالانسحاب منها وإعادتها إلى أصحابها الشرعيين، كونها تقع ضمن مساحة المياه الإقليمية للمغرب. وبرأي مراقبين فإن السلطات المغربية، لا ترى مانعا في ترك ناشطين حقوقيين وسياسيين، يعبرون عن موقف وطني، لكنها تراقبهم وتحصي خطواتهم، خشية أن يتسببوا في اندلاع أزمة جديدة بين الجارين. وتكتفي الصحافة الإسبانية في هذه الأيام، بنشر الأخبار التي تحصل عليها من موقع الأحداث، ممتنعة عن التعليق الرسمي،حرصا منها حسبما يبدو على إنجاح القمة المشتركة التي تأخرت عن موعدها بحوالي اربع سنوات؛ لكنها لا تتردد في وصف الثغور المحتلة بأنها جزء من التراب الإسباني ؟ *تعليق الصورة: جزيرة "باديس"