أشادت يومية "الشروق" الجزائرية، المقربة من مفاصل الحكم في الجزائر، بالموقف الذي اتخذه الأخضر الإبراهيمي، وزير الخارجية الأسبق ومبعوث الأممالمتحدة إلى سوريا، كونه تصدى بقوة للإملاءات التي حاول وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن جاسم، أن يفرضها عليه حيث طلب الأخير الإبراهيمي أن يحدد جدولا زمنيا لإنهاء الأزمة السورية ، فرد الإبراهيمي بقوة قائلا أنا مبعوث الأممالمتحدة ولا أتلقى الأوامر من أحد. وسخر كاتب المقال الافتتاحي جمال لعلامي، من وزير خارجية قطر، حينما ذكر أن مساحة المنطقة "تابلاط" التي ينحدر منها الإبراهيمي هي أكبر من مساحة دولة قطر. وانتقد الصحافي الجزائري من سماهم "العروبيون" الذين يشجعون على القتل في سورية في إشارة واضحة لدولة قطر والمملكة السعودية. واعتبر الصحافي ما قاله الإبراهيمي، تعبيرا عن الموقف الوطني الجزائري الذي يرفض الاحتماء بالأجنبي لفرض حلول على المنطقة ألعربية مستعملا في هذا السياق العبارة الشعبية الواسعة الانتشار " النيف" التي ترمز إلى الشموخ والإباء والرفض في الجزائر. إلى ذلك اعترضت وزارة الشؤون الدينية في الجزائر على توصية صادرة عن لقاء فكري عقده مجمع الفقه الإسلامي لمناقشة موضوع التقريب بين المذاهب الإسلامية، اعترضت على توصية تدين النظام السوري وتحمله استمرار المأساة . وبررت السلطات الجزائرية الاعتراض على التوصية بأنه ينسجم مع موقفها السياسي العام من الأزمة السورية الرافض عدم التدخل في شؤون أي بلد. وفي هذا السياق تمنى، مراد دلسي، رئيس الدبلوماسية الجزائرية ، في حديث لجريدة الأهرام القاهرية أدلى به على هامش اجتماع الجامعة العربية، أن يتم التوصل إلى حل للمشكل السوري يشبه ما تم التوصل إليه بشأن اليمن. يذكر أن الإبراهيمي مبعوث الأممالمتحدة سيقدم تقريره يوم الاثنين إلى مجلس الأمن الدولي ، وسط توقعات بأن يعتذر عن إكمال مهمة الوساطة مقتديا بسلفه كوفي أنان الأمين العام السابق للأمم المتحدة وذلك في حال امتناع طرفي النزاع عن مساعدته وقبول المخطط الذي سيعرضه. *تعليق الصورة: الأخضر الإبراهيمي مبعوث الأممالمتحدة إلى سوريا