أكد وزير الشؤون الخارجية والتعاون٬ سعد الدين العثماني٬ اليوم الإثنين بالرباط٬ على أن المغرب يجدد دعمه لمساعي الأممالمتحدة والجامعة العربية لمساعدة أنشطة إعادة الإعمار والتنمية في الدول العربية الخارجة من النزاعات على أساس من الخصوصية ووفق الاستراتيجيات والأولويات الوطنية لهذه الدول. وذكر الوزير٬ خلال كلمة بمناسبة افتتاح المشاورة الإقليمية الثالثة حول "الشراكة من أجل بناء القدرات المدنية في العالم العربي ما بعد الصراع"٬ بأن المغرب دعم منذ انضمامه إلى الأممالمتحدة عمليات وأنشطة حفظ السلام كتجسيد لإيمانه الراسخ بأهمية الأمن الجماعي وبدور المنظمة في هذا المجال، وفق وكالة الأنباء المغربية. وقال إن "المملكة انخرطت في إطار استراتيجية تروم تقوية روابط الشراكة المثمرة بين الشمال والجنوب وكذا عبر تعزيز التعاون جنوب - جنوب لحفظ وبناء السلام وتحقيق التنمية المستدامة". وجدد العثماني التأكيد على استعداد المملكة لمشاركة تجربتها المتراكمة في هذا المجال والممتدة لأزيد من نصف قرن حيث ساهمت بأزيد من 50 ألف عضو من القوات المسلحة الملكية في عمليات حفظ السلام في جميع أنحاء العالم. وأبرز في هذا الإطار المساهمة الفعالة للمملكة ضمن أعمال لجنة بناء السلام سواء كعضو في سنتي 2009 - 2010 أو كممثل لمجلس الأمن منذ يناير الماضي. واعتبر العثماني أن تخصيص هذه المشاورة الإقليمية للمنطقة العربية يجسد الأهمية التي يحظى بها العالم العربي في سياق التغييرات التي عرفتها المنطقة. وأكد أيضا على دور ومساهمة الدول الأعضاء في منظمة الأممالمتحدة٬ والمنظمات الدولية والإقليمية والمؤسسات المالية الدولية والدول المانحة في الاستجابة إلى حاجات بناء القدرات المدنية داخل العالم العربي. وأضاف أن الدول الخارجة من الصراع تفتقر إلى القدرات الضرورية لتسيير المرافق العمومية٬ واستتباب الأمن وإطلاق ورش إصلاح القضاء ووضع آليات العدالة الانتقالية وتأمين المصالحة الوطنية وكذا ضمان الحكامة الجيدة. وأشار العثماني من جهة أخرى٬ إلى الدور المهم للمنظمات غير الحكومية في تعزيز القدرات المدنية داخل الدول الخارجة من الصراع بالنظر إلى علاقاتها الوثيقة مع الساكنة المحلية. وتتمحور هذه المشاورة٬ المنظمة على مدى يومين٬ حول خمس مجالات ذات أولوية تتمثل في الأمن والسلم٬ ودولة الحق والقانون٬ والقضاء والعمليات السياسية المندمجة٬ والمهام الأساسية للحكومة٬ وإنعاش الاقتصاد٬ وبطالة الشباب في الدول العربية. ومن بين أهدافها تعميق التفكير حول وسائل بناء شراكات مثمرة فيما بين الدول العربية والمنظمات الدولية والإقليمية والجهات المانحة بالتركيز على مواضيع آنية تتعلق بتعزيز دولة الحق والقانون. تعليق الصورة: وزير الشؤون الخارجية والتعاون٬ سعد الدين العثماني.