أكد وزير الشؤون الخارجية والتعاون سعد الدين العثماني، يوم الجمعة الماضي ببكين أن الوضع الإقليمي والدولي يفرض، على ضوء الأحداث الجارية، تعزيز التعاون الصيني الإفريقي، مضيفا أنه ولمواجهة بروز تحديات غير تقليدية، من قبيل الإرهاب والجريمة المنظمة والهجرة غير الشرعية، بات «من الضروري توحيد جهودنا». وأوضح العثماني، في كلمة له أمام المؤتمر الوزاري الخامس لمنتدى التعاون الصيني الإفريقي، أن المغرب، باعتباره مؤسسا وعضوا فاعلا في هذا المنتدى، يولي أهمية خاصة لاستراتيجية الشراكة الصينية الإفريقية، وهي الشراكة «التي ننخرط في تنفيذها للمساهمة في نجاحها بكل الوسائل الممكنة وذلك في إطار احترام التوافق الصيني الإفريقي». وقال إن المملكة ترحب بإحراز تقدم خلال وضع ومتابعة منتدى التعاون الصيني الإفريقي بالرغم من الظرفية الاقتصادية الصعبة. وعبر عن التزام المغرب بالعمل دون كلل لتعزيز التعاون الصيني الإفريقي سواء على مستوى المنتدى أو من خلال الآليات الثنائية. وأضاف أن المغرب، وعيا منه بالطابع المثمر لعلاقات التعاون والشراكة التي ينسجها مع العديد من الدول الإفريقية لاسيما في مجال التكوين والتعاون التقني، يبذل كل ما في جهده لاستفادة جيرانه وأصدقائه من تجاربه. وذكر أيضا بانخراط المغرب الدائم، سواء تعلق الأمر بافريقيا أو بباقي العالم، في الدفاع عن مبادئ السلام والأمن ويعتزم المضي قدما على هذا النهج. من جهة أخرى، قال العثماني إن المنتدى ينعقد في ظروف استثنائية تتطلب عملا متشاورا بشأنه لرفع التحديات التي تواجه الصين وافريقيا. وقال إن المتانة التي تميز العلاقات القائمة بين الشعوب الإفريقية والصين «يتعين أن يحفزنا، أكثر من أي وقت مضى، على مواصلة الحوار والتعاون الذي عملنا على تطويره بهدف ايجاد الحلول للمشاكل التي نواجهها»، مضيفا أن «هذه الأولويات يمكن أن تتلخص في الحاجة الملحة لتحقيق السلام والأمن والتنمية». وقال إنه» يتعين علينا، كبلدان نامية،أن نوطد حضورنا بشكل أكبر في الساحة الدولية والدفاع عن مصالحنا المشتركة، وبالتالي يقع على عاتقنا أن ندعم بعضنا البعض ونكثف مشاوراتنا»، مبرزا أن «الأمر بات ضروريا لمعالجة قضايا رئيسية وعلى الخصوص التنمية وحقوق الإنسان وإصلاح نظام الأممالمتحدة، وجولة المفاوضات التجارية بالدوحة، والتغيرات المناخية والتمثيلية داخل المنظمات والهيئات الدولية». وأضاف أن هذا اللقاء يعد «أساسيا لمتابعة أهدافنا المشتركة التي ستساعد على التوصل إلى تعاون ومشاورات أكثر توسعا بخصوص الاهتمامات والانشغالات التي نتقاسمها». وأبرز أن هذا الاجتماع يمكن أيضا أن يشكل مرحلة جديدة خلال العقد الثاني للمنتدى ما يسمح بتعزيز أسس تعاوننا في المستقبل سواء تعلق الأمر بالتعاون السياسي أو الاقتصادي أو لثقافي. وقال «إن الأمر المهم هو أن تندرج شراكتنا ضمن روح هذا المؤتمر بهدف الارتكاز على نجاحاتنا وفتح آفاق غير مسبوقة للتأسيس لشراكة استراتيجية جديدة بين الصين وإفريقيا».