أكد وزير الشؤون الخارجية والتعاون، سعد الدين العثماني٬ أول أمس الخميس ببكين٬ أن تطوير العلاقات الصينية الإفريقية يشكل "خيارا استراتيجيا حقيقيا" ينخرط فيه الجانبان بشكل كامل. وأوضح العثماني٬ في كلمة له باسم دول منطقة شمال إفريقيا بمناسبة المؤتمر الوزاري الخامس لمنتدى التعاون الصيني- الإفريقي٬ أن "تطوير العلاقات الصينية الإفريقية يشكل خيارا استراتيجيا حقيقيا ينخرط فيه الجانبان بشكل كامل٬ ويتعين أن ينبني تصميمنا على المضي قدما بشكل مشترك في التأسيس لتعاون عملي وملموس على مبادئ التنمية المشتركة والعلاقات التي تعود بالنفع على الجميع". وأضاف "أريد أن أعيد التشديد٬ باسم بلدان منطقة شمال إفريقيا٬ بالتزامنا الثابت بالشراكة الاستراتيجية الصينية- الإفريقية٬ وأعبر٬ بالمناسبة نفسها٬ عن إرادتنا الراسخة واستعدادنا الكامل للمشاركة الإيجابية في تعزيزها وإنجاحها". وفي هذا السياق٬ دعا العثماني الصين وإفريقيا٬ المرتبطتين بمصير مشترك٬ إلى تنسيق عملهما من أجل الدفاع عن مصالحهما المشتركة وتوطيد وضعهما على الصعيد الدولي. وأبرز العثماني٬ الذي ثمن الوضعية الحالية للتعاون الصيني الإفريقي٬ "أن الأجوبة والمقاربات٬ التي يتعين تكريسها وتبنيها في مواجهة بعض الإشكاليات التي تكتسي طابعا حاسما من قبيل قضايا الحكامة الجيدة٬ ومحاربة الفقر والهشاشة٬ والتغير المناخي٬ والتنمية المستدامة٬ وضمان أداء أمثل لنظام الأممالمتحدة أو المفاوضات متعددة الأطراف لمنظمة التجارة العالمية٬ تقتضي من جانبنا تعاونا واسعا ودعما متبادلا". وشدد الوزير، أيضا، على النتائج الإيجابية والملموسة المحرزة في إطار المنتدى، منذ إطلاقه في 2000، وهي النتائج التي سمحت٬ في هذا الإطار من التعاون٬ بأن ينجح هذا النموذج المتعلق بالتضامن والتعاون جنوب- جنوب. وأبرز العثماني أن السياق الدولي الذي تجري فيه فعاليات المؤتمر الوزاري الخامس يتميز بتحولات عميقة تمخضت عنها العديد من التحديات التي تواجه جميع دول المنطقة، وكذا بالتداعيات السلبية للأزمة الاقتصادية العالمية المتواصلة والتي تتهدد الازدهار المشترك. وقال إن الجانبين مدعوان لترجمة وتكثيف جهودهما بهدف جعل المنتدى أرضية للتبادل والحوار، وتوطيد التعاون الصيني-الإفريقي، وأيضا جعله وسيلة ناجعة تستجيب للحاجة الماسة للاستقرار وحماية السلام وتحقيق أهداف النمو والتنمية الاقتصادية والاجتماعية. وأضاف "سنظل مقتنعين بكون الدورة الحالية ستعطي حركية جديدة للشراكة الاستراتيجية الصينية الإفريقية على الخصوص، من خلال وضع أسس تعاون مثمر بين الجانبين، وتنفيذ استراتيجيات ناجعة تترجم إلى أفعال كل الأفكار الجديدة البناءة، بهدف فتح تعاوننا على آفاق جديدة". وانطلقت٬ أول أمس الخميس ببكين٬ أشغال المؤتمر الوزاري الخامس لمنتدى التعاون الصيني- الإفريقي٬ بحضور الرئيس الصينى هو جين تاو٬ ورئيس جنوب إفريقيا جاكوب زوما٬ ورئيس بنين والاتحاد الإفريقي بوني يايي٬ والأمين العام للأمم المتحدة٬ بان كي مون. وتعهد الرئيس الصيني ٬ في كلمته الافتتاحية٬ بحمل الشراكة الاستراتيجية للصين وإفريقيا إلى "آفاق جديدة"٬ معلنا أن بكين سترفع حجم قروضها للقارة الإفريقية إلى 20 مليار دولار دعما للبنية التحتية والزراعة والصناعات التحويلية، وأيضا لتطوير المشاريع الصغرى والمتوسطة. وسينكب المشاركون٬ خلال أشغال هذا المؤتمر الذي يستغرق يومين٬ على بحث مدى تنفيذ المهام التي جرى تحديدها في الدورة الأخيرة للمؤتمر المنعقدة عام 2009، وكذا استكشاف طرق جديدة لتعميق العلاقات الصينية الإفريقية، وتحسين آلية عمل المنتدى. وعلى هامش المؤتمر، عقد وزير الشؤون الخارجية والتعاون٬ سعد الدين العثماني٬ أول أمس الخميس، في بكين٬ سلسلة من اللقاءات الثنائية على هامش منتدى التعاون الصينى- الإفريقى. والتقى العثماني مع نظرائه المصري محمد كامل عمرو٬ والتونسي رفيق عبد السلام٬ والإرثيري عصمان صالح محمد٬ والنيجيري أولوغبينغا أشيرو . وأوضح الوزير في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء٬ أن هذه اللقاءات المهمة، تناولت القضايا المرتبطة بالعلاقات الثنائية٬ وكذا القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك. وأبرز العثماني أن بحث سبل تقوية العلاقات بين الدول الإفريقية كان في صلب هذه المباحثات٬ مضيفا أنه جرى أيضا التركيز على التعاون جنوب- جنوب. وبالنسبة للوزير٬ فإن منتدى التعاون الصينى- الإفريقى هو الإطار الأمثل للقاء مع وزراء خارجية مختلف الدول الإفريقية، بهدف تعزيز العلاقات الثنائية وتدارس مشاكل القارة. من جانبهم٬ نوه وزراء الشؤون الخارجية الأفارقة بالعلاقات الثنائية الممتازة مع المملكة٬ معربين عن إرادتهم العمل لتعزيز هذه العلاقات "التاريخية" بشكل يمكن من الاستجابة لاحتياجات وتطلعات شعوب القارة.