"الخبر" الجزائر: حاوره رضا شنوف ربط الخبير المغربي في الجماعات الإسلامية، الدكتور محمد ظريف، بين خبر إعدام الدبلوماسي الجزائري، طاهر تواتي، على يد تنظيم التوحيد والجهاد الإرهابي، وصناعة اختطاف الرهائن في المنطقة، معتبرا أن الخطوة تحمل رسائل موجهة إلى السلطات الجزائرية وكذلك الدول الغربية التي ترفض أن تدفع المال للحفاظ على أرواح رعاياها المختطفين، واستبعد أن تغير الجزائر إستراتيجيتها الكبرى في التعامل مع ملف التدخل العسكري في مالي ودفع الفديات. *ما هي قراءتكم لخبر إعدام الدبلوماسي الجزائري من طرف تنظيم التوحيد والجهاد؟ - قبل التحدث عن خبر إعدام الدبلوماسي الجزائري، يمكن أن نتحدث عن صناعة اختطاف الرهائن في منطقة الساحل، وجزء من الباحثين يرون أن انشقاق تنظيم التوحيد والجهاد في غرب إفريقيا عن تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي سببه العائدات المالية من الاختطاف، حيث لم تستفد الحركة من هذه العائدات، ودشنت عملياتها باختطاف ثلاثة رعايا من إسبانيا وإيطاليا بالجزائر وطالبت ب30 مليون أورو لإطلاق سراحهم، ثم باختطاف الدبلوماسيين الجزائريين وطالبت بحوالي 15 مليون أورو. هذا التنظيم يريد أن يعطي مصداقية لتهديداته، وقد اختزل مطالبه من دفع الفدية إلى المطالبة بإطلاق أعضاء القاعدة الذين تم اعتقالهم في الجزائر مؤخرا. وهذا التنظيم يدرك جيدا موقف السلطات الجزائرية الصارم بخصوص دفع الفدية. وحركة التوحيد والجهاد تريد أن تحافظ على ماء وجهها، حيث حددت مهلة لإعدام الدبلوماسي الجزائري. كما أنها في حال إعدامه فإنها توجه رسالة أيضا إلى إسبانيا وإيطاليا، التي تطالبهما بدفع فدية لإطلاق سراح رعاياهما، بأنه في حال لم تستجيبا مستقبلا فسيكون مصيرهم نفس مصير الدبلوماسي الجزائري. ومنه نرى أن المستهدف من هذا الإعدام هو الجزائر والدول الغربية. *في رأيكم، هل إعدام الدبلوماسي الجزائري سيغير من المعطيات على الأرض؟ - لا اعتقد أن الجزائر ستغير إستراتيجيتها في التعامل فقط لاغتيال أحد دبلوماسييها، لأنه يفترض أن الاستراتيجية الكبرى ثابثة وعدم السقوط في فخ الفديات أو مبدأ التدخل العسكري، لأن هذا التدخل سيكون له عواقب، وبعض الدول الغربية وحتى دول الجوار تريد أن تدول القضية. وهناك طرق للتعامل مع هذا الملف، فالحلول العسكرية غير متصورة في الوقت الراهن، لكن مؤخرا الرئيس البوركينابي استقبل ممثلين عن تنظيم الجهاد والتوحيد وكذا أنصار الدين، ومنه أحسن الحلول هو اللعب على تناقضات هذه الجماعات، كما كان يمكن أن يستغل تجمع تمنراست لدول المنطقة. والجزائر تدرك قبل غيرها أنها ستستهدف من قبل هذه التنظيمات التي تحاول الضغط عليها بالاختطاف، لكن الجزائر لا يمكن أن تغير إستراتيجيتها. هناك ضحايا يسقطون في الطريق لكن لا يجب أن يؤثروا على الإستراتيجيات الكبرى، خاصة لما يتعلق بالوضع الأمني. *بمنطق الربح والخسارة، ما الذي سيربحه تنظيم الجهاد والتوحيد من إعدام الدبلوماسي الجزائري؟ - منطق هذا التنظيم هو نفس منطق القاعدة. والقائمون على صناعة اختطاف الرهائن لا يرغبون في أن يفقدوا عائدات هذه الصناعة، حيث يوجهون رسالة بأنه في حال ما إذا لم يستجب لمطالبهم سيخسرون الكثير ومنه يلجأون إلى ورقة الإعدامات كورقة ضغط. وعليه إعدام الدبلوماسي الجزائري في الظاهر موجه إلى الجزائر وفي باطنه موجه إلى الغرب، كما يحاول التنظيم إحراج النظام الجزائري أمام الرأي العام الداخلي بأنه يستهين بأرواح أبنائه مقارنة بالدول الغربية التي تعمل على الحفاظ على أرواح رعاياها بدفع الفديات للخاطفين. *تعليق الصورة: محمد ضريف