في كلمته التعقيبية، على مداخلات اعضاء مجلس النواب، والتي كانت مرتجلة، حرص عبد الإله بنكيران، رئيس الحكومة، على توجيه بعض الرسائل السياسية، إلى بعض خصومه المفترضين، دون أن يشير إليهم تحديدا. وذكر بنكيران، وهو يرفع من نبرة صوته، خلال الجلسة الشهرية المخصصة لمناقشة السياسة العامة لحكومته، أن الوضع السياسي اليوم مختلف عما كان عليه الحال، قبل سنة ونصف، حيث " كانت أبواب المجهول مفتوحة"، في تلميح إلى الحراك الاجتماعي والربيع العربي، لدرجة أن "بعض الأشخاص دخلوا الجحور"، و"ربما خافوا ساعتها"، حسب تعبيره. وأضاف "نحن وقفنا وتصدينا بأجسامنا، نحن وغيرنا من أبناء الشعب، ويمكن أن نخطيء، وما يشفع لنا أننا كنا صادقين"، مشيرا إلى أنه يمكن التغلب على الأزمات الاقتصادية، بخلاف الأزمات السياسية، التي قد تعصف بكل شيء. وشدد على القول إن أي أحد لم يتحدث عن الأزمة السياسية، مؤكدا أن الوضع السياسي الحالي يتيح "لنا أن نمارس عملنا في هدوء"، و "هناك من يستأسد على الحكومة"، لتراجعها عن بعض الأرقام. ونفى بنكيران، وهو يرد على مداخلة أحمد الزيدي، رئيس الفريق الاشتراكي بمجلس النواب، أن يكون هناك أي تراجع عن محاربة الفساد، مخاطبا إياه بالقول"إننا لم نرجع سيوفنا إلى أغمدتها"، و"نحن في دولة" مايقتضي مراعاة "التوازنات". ورد على بعض الأقاويل التي تروج ضد حزبه، وخاصة من طرف "أولئك الذين يتهموننا بأننا نريد إشعال الشارع"، وقال: "نحن جئنا لمحاربة الأزمة، ولسنا عباقرة، ولكننا نحاول بذل كل مافي وسعنا" لإيجاد الحلول. وزاد بنبرة غاضبة: "يجب أن يعرف الحالمون بعودة التحكم وأساليب الماضي، أن زمن ذلك انتهى، وذهب إلى غير رجعة"، واصفا إياهم بأنهم "خائفون من أن ننجح، ولذلك يحاربوننا، ويضربون تحت الحزام، ولهؤلاء أقول : إن أسلوب الاستفزار لايزيدنا إلا إصرارا، وسوف نستمر في أداء مأموريتنا". وقال "نحن جئنا نحاول الصعب، ولا أقول المستحيل، لم ننم في العسل، ولم نكذب على أحد، والأرقام التي واعدنا بها المواطنين سنحاول تحقيقها في نهاية الولاية الحالية، وقد صادفتنا ظروف الأزمة، ولاننهج سياسة إخفاء الحقيقة، وأنا الذي قلت لوزير الاقتصاد والمالية،أن يتحدث عن الوضعية الاقتصادية بصراحة". وردا عن "الذين يتحدثون عن غلاء أسعار المواد الغذائية"، قال بنكيران، إن "ما تغير ثمنه هو السمك، ولا علاقة له بأثمان المحروقات". وعاتب الذين "يدعوننا أن نعرف الغيب" بالقول إن "التوقع الاقتصادي شيء، أما الغيب فلايعلمه إلا الله". *تعليق الصورة: عبد الإله بنكيران، موجها كلامه للنواب.