الرباط " مغارب كم ": بوشعيب الضبار بابتسامة واسعة، تنبيء عن ثقة شديدة بالنفس، وبلحية مشذبة، وبذلة أنيقة، وربطة عنق، وتلويحة باليد في الهواء، دخل عبد الإله بنكيران، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، القاعة مرفوقا بأعضاء القيادة. وقال بنكيران، إن مؤتمر حزبه،، ينعقد في وقته، تحت شعار " شراكة فعالة من اجل البناء الديمقراطي"، بعد أن تغيرت الخريطة السياسية، ملمحا إلى التحولات والإصلاحات التي شهدها المغرب، عقب الربيع العربي، ومنها وصول حزبه إلى الحكم. وأضاف بنكيران متحدثا في افتتاح المؤتمر الوطني اليوم بالمركب الرياضي الأمير مولاي عبد الله بالرباط، إن ماوقع في الأمة العربية، في إشارة إلى الحراك الذي شهدته، لم ينته بعد، مشيرا إلى أن بعض الحكام العرب تصوروا عن خطأ "انه من الممكن ضبط الشعوب بقوة الحديد والنار". وشدد على"أنهم لو أحسنوا التعامل مع شعوبهم لما وقع ماوقع لهم، حيث سقطوا تباعا في سنة واحدة، عقب انفجار الثورة في تونس التي أشعلها البوعزاوي، حيث عاني الشعب التونسي أكثر، فانفجر أكثر، ورفع راية التحرر الجديد للأمة العربية". ولدى تحدثه عن الوضع في المغرب، أوضح أن الشعب ظل يناضل "بطريقته الحرة والخاصة، منذ أكثر من 12 قرنا"، متوقفا عند دور الأحزاب السياسية والتنظيمات النقابية،" وماقام به العلماء والدعاة الذين ناضلوا منذ أيام الاستقلال، داعين إلى وجوب إحداث الإصلاحات اللازمة." وفي هذا السياق، أشاد بنكيران بالمؤسسة الملكية، وقال " عندنا أسرة ملكية تحب الشعب، والشعب يحبها، وتقوم بدور الحكم أكثر من الحكم"، مستطردا "أن هذا الالتحام بين الشعب والعرش، هو الذي أنجى به الله هذا البلد والشعب والأمة والملكية، واستطاع الجميع أن يجدوا حلا توافقيا من خلال خطاب 9 مارس وانتخابات 25 نو نبر وإصلاح الدستور". وأكد أن إرادة الشعب والملك هي التي انتصرت، فكانت الانتخابات البرلمانية، التي "لم يكن حزب العدالة والتنمية" هو الفائز فيها، بل كل الأحزاب المغربية، ليقوم البعض بواجبه ودوره، إما في الحكومة او في المعارضة" حسب ماأفرزته صناديق الاقتراع. وشدد بنكيران على القول، موجها كلامه إلى الذين يعتقدون أن الاستبداد سيحمي الفساد، "إن هذه المرحلة قد انتهت"، "وشعوب العالم تتابع تجربتنا"، قبل أن يستدرك "أن الامتحان لم ينتهي بعد"، داعيا الجميع إلى تكريس الجهود لربح الرهان. وعبر عن تقبل حزبه لنتائج الانتخابات المقبلة،"كيفما كانت نتائجها"، وفق ماتقتضيه قواعد الديمقراطية، ملحا على عدم المساس اوالتلاعب بها، وقال إن تنظيمه السياسي "سوف يدافع عن الديمقراطية ونزاهة الانتخابات". وجدد الشكر لمكونات الأغلبية الحكومية، التي تتقاسم معه المسؤولية، "والتي يسودها الانسجام والتفاهم والود، واسألوهم إن كذبتموني"، على حد تعبيره. واعترف بأنه قد تقع بين الحين والأخر بعض المناوشات بين برلمانيين وبعض المسؤولين،" لكن لابد أن نصبرعلى بعضنا، نحن جميعا في خدمة الوطن، سواء كنا في الحكومة او المعارضة". ودعا أناس "المعارضة التي تسهم في تنشيط الحياة السياسية إلى أن يتلطفوا شيئا ما على مستوى الأداء". كما دعا مناضلي حزبه إلى التمسك بروح الديمقراطية "يجب علينا أن نحرص على أن نبقى ديمقراطيين"، مؤكدا بالخصوص على الأخلاق والمباديء داخل التنظيم السياسي، مع نهج سياسة القرب من المواطنين ، والإنصات إلى الفقراء والمساكين، ومحاولة البحث عن حلول لمشاكلهم. وخاطبهم قائلا: "لقد جئتم لخدمة الوطن، والتضحية في سبيل الله، ويجب عليكم أن تعطوا بدون حساب"، مذكرا إياهم بأنهم يتحملون المسؤولية، " بفضل ثقة الشعب، فانحازوا إلى قيم الشعب". وأشار بنكيران على أنه ورفاقه في الأغلبية الحكومية، وبالاستعانة بالمعارضة والمجتمع المدني، يبذلون ما في وسعهم لخدمة البلد، وربما نخطيء احيانا، "ولايمكن الادعاء بأن أداء رئيس الحكومة 10 على عشرة. وقد نخفق أحيانا، وننجح أحيانا، والتركة فيها إيجابيات وسلبيات أيضا". ومن بين السلبيات التي توقف عندها موضوع اقتصاد الريع، واصفا إياه بأنه "إرث ثقيل، والكثير من الأمور في حاجة إلى المعالجة قصد الإصلاح". وبعد أن تحدث عن تطورات قضية الصحراء، والتنويه بوطنية أبناء الأقاليم الجنوبية، المتمسكين بوحدتهم الترابية، وجه نداء إلى حكام الجزائر داعيا لهم بالهداية لفتح الحدود والمساهمة في إيجاد حل لقضية الصحراء، ليخلص إلى القول "صدقوني ، إن إرادة الشعوب هي التي سوف تنتصر، وسنرجع كما كنا إخوانا متعاونين، وبالتأكيد سوف نكون جميعا نحن الرابحون". *تعليق الصورة: عبد الإله بنكيران في افتتاح المؤتمر الوطني السابع