أكد وزير السياحة لحسن حداد أن المغرب عازم على تعزيز موقعه بالمملكة المتحدة٬ إحدى أبرز البلدان المصدرة للسياح في العالم. وأوضح حداد في حديث لوكالة الأنباء المغربية، أن المغرب يسعى إلى جذب أزيد من مليون سائح بريطاني في السنة٬ مبرزا أنه يمكن القيام بالعديد من الإجراءات لتحقيق هذا الهدف٬ وخاصة٬ من خلال حملات مضاعفة للتواصل والتحسيس. وأشار إلى أن هذه الحملات تستهدف أيضا قادة الرأي ببريطانيا ومهنيي القطاع قصد تحسيسهم بمختلف المؤهلات السياحية التي يزخر بها المغرب٬ مضيفا أن الوزارة تدرس إمكانية توقيع اتفاقيات جديدة مع وكالات الأسفار البريطانية قصد تعميق روابط الشراكة والرفع من تدفقات السياح البريطانيين نحو المغرب. وفي معرض حديثه عن حملة التواصل المغربية على مستوى هذه السوق٬ أكد د حداد أنها تبرز "خصوصيات المغرب المتفرد والاستثنائي" مع تسليط الضوء على المزايا التي تتمتع بها المملكة٬ وخاصة قربها الجغرافي من المملكة المتحدة (أقل من ثلاث ساعات عبر الطائرة)٬ وتراثها الثقافي والحضاري٬ وكذا بنياتها التحتية السياحية. وأشار الوزير من جهة أخرى إلى الجهود المبذولة إزاء شركات الطيران قصد حثها على الرفع من معدل رحلاتها بالمغرب٬ وخاصة الوجهات المفضلة من قبيل أكادير ومراكش. ولم يفت الوزير أن يؤكد على أهمية تحسيس الجمهور في ما يتعلق برؤية 2020٬ والجهود المبذولة من طرف المغرب لبلوغ 20 مليون سائح في السنة في أفق 2020. وقال إن المغرب بصدد تنويع عرضه السياحي٬ من خلال تعزيز العرض المحلي٬ مشددا على ضرورة التوجه نحو شركاء جدد وخاصة الأسواق الرئيسية المصدرة للسياح لتعريفهم بالاستراتيجيات التي باشرها المغرب في قطاع السياحة. وبعدما أكد أن الظرفية الدولية التي تتسم أساسا بالأزمة الاقتصادية والمالية بأوروبا٬ هي ظرفية "ليست بالسهلة"٬ أوضح الوزير أنه يتعين الحذر من "الخلط بين هذه الظرفية ورؤية 2020". ودعا٬ في هذا السياق٬ إلى قيادة وملاءمة الإستراتيجية المغربية بمراعاة العوامل الظرفية. وقال إنه سيتم تكثيف الجهود من أجل تحقيق هدف جذب 20 مليون سائحا سنويا من خلال تنفيذ الاستراتيجيات الرامية على الخصوص٬ إلى تعزيز العرض المحلي٬ وتشجيع السياحة الداخلية٬ وتمتين روابط الشراكة مع الفاعلين الأجانب. وتابع حداد أن السياحة المغربية أبانت عن مرونة كبيرة أمام الأزمات الدولية خلال العشرين سنة الأخيرة٬ مشيرا إلى حرب الخليج الأولى٬ وهجمات 11 شتنبر 2001 ضد الولاياتالمتحدة الأمريكية٬ والأزمة الاقتصادية العالمية لسنة 2008. وقال إنه "على الرغم من هذه الأزمات٬ فإن السياحة المغربية أبانت عن مرونة تشهد على مستوى نضج القطاع"٬ داعيا إلى التركيز على رؤية 2020 لاسيما عبر تكثيف الجهود الرامية إلى جذب مزيد من السياح من البلدان الصاعدة وولوج الأسواق التي لم تتأثر بالفعل بالأزمة الاقتصادية العالمية. كما شدد الوزير على ضرورة الاستثمار في جودة المنتوج السياحي المغربي. وأكد الوزير من جهة أخرى٬ أن المغرب سيشارك في الدورة المقبلة لل"ورلد ترافل ماركت" (ثاني أكبر ملتقى سياحي عالمي)٬ المزمع تنظيمه نهاية العام الجاري٬ يحدوه العزم ذاته على تعزيز حضوره في السوق البريطانية بالرهان على الصورة الإيجابية جدا التي تتمتع بها المملكة في هذا البلد. وخلص حداد إلى أن "السوق البريطانية سوق واعدة وتحظى بمكانة متميزة ضمن الاستراتيجية المغربية للنهوض بالقطاع السياحي". *تعليق الصورة: وزير السياحة لحسن حداد.