يواصل المغرب بثقة وعلى الرغم من الظرفية الاقتصادية الصعبة، جهوده الهادفة إلى تعزيز صورته في المملكة المتحدة، وهي السوق التي يحظى فيها المغرب بسمعة جيدة. ولهذا الغرض نظمت ممثلية المكتب الوطني المغربي للسياحة في العاصمة البريطانية، اليوم الثلاثاء بلندن، لقاء هاما حضره ممثلو العديد من كبريات وكالات الأسفار. وشكل اللقاء مناسبة لتقديم منتوجات سياحية مبتكرة، والتعرف على الجيل الجديد من الفاعلين السياحيين المتطلعين إلى حضور كبير في المغرب. وتتبع المشاركون عروضا دقيقة حول العديد من المرافق السياحية الفاخرة، التي أقيمت في مناطق متنوعة من المملكة كمراكش، والدار البيضاء، و وأكادير، والصويرة وإفران. وأشاد العديد من المهنيين البريطانيين بالزخم الذي يعرفه القطاع السياحي المغربي، بفعل الاستقرار المتميز الذي تتمتع به المملكة والمشاريع الكبرى للتنمية التي انطلقت في البلاد. وأكد السيد علي القاسمي مدير المكتب الوطني المغربي للسياحة بلندن، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن هذا اللقاء "يأتي في وقت يعرف فيه المغرب ازدهارا"، مبرزا أن وجهة المغرب على مستوى السوق البريطاني تعززت أكثر في السوق البريطاني ،على الخصوص ، بوصول شركات الطيران الرائدة الجديدة، ومن بينها "بريتيش إر واي" و"بريتيش ميدلاند انتيرناشيونال". وأوضح السيد القاسمي أن هذا "يدل على أن المغرب يتوفر على حضور قوي في صناعة السياحة في بريطانيا". ومكنت المشاريع الملموسة التي تم تقديمها خلال لقاء لندن من إعطاء صورة واضحة عن الجهود الاستثمارية المبذولة في قطاع السياحة بطريقة مبتكرة، من شأنها الاستجابة لمتطلبات سوق المملكة المتحدة، التي تعد إحدى أكبر البلدان المصدرة للسياح في العالم. من جهة أخرى، أبرزت المشاريع التي قدمت للمهنيين البريطانيين، الحرص الدائم على الحفاظ على الثقافة والبيئة وفقا لميثاق السياحة المسؤولة الذي صادق عليه المغرب منذ سنة 2006. وحظيت المقاربة المغربية، التي تجمع بين توفير مرافق الإقامة العصرية واحترام الوسط الطبيعي والثقافي، بإعجاب المهنيين الحاضرين في هذا اللقاء. ومن خلال إنجاز البنيات التحتية الملائمة ومضاعفة وتيرة الربط الجوي، فإن المغرب أضحى مؤهلا اكثر لجذب المزيد من السياح البريطانيين وتعزيز المنحى التصاعدي المسجل منذ نهاية سنة 2010 وبداية سنة 2011، وذلك على الرغم من الانخفاض الكبير المسجل في سوق الرحلات. وفي هذا الصدد، أكد السيد القاسمي، أنه من أجل تحقيق ذلك، يعتزم المكتب الوطني المغربي للسياحة استثمار نحو ثلاثة ملايين جنيه استرليني في إطار حملة للتواصل في الوسق البريطاني. وأضاف أن المكتب سيقوم أيضا بمواصلة تنفيذ مخطط عمل السنة الجارية، والذي يتضمن ثلاثة محاور ذات أولوية، تهم على الخصوص التواصل الذي يستهدف جمهورا كبيرا، (الانترنت، التلفزيون، القاعات السينمائية، الملصقات والإذاعة). وتستهدف هذه الحملة التواصلية ، فضلا عن لندن، التي تظل القلب النابض للسياحة في بريطانيا،مدنا أخرى مثل مانشستر، وادنبورغ (اسكتلندا)، وليفربول وبريستول. وقد شهدت هذه المناطق جولات ترويجية تستهدف التعريف بمختلف أوجه منتوجات المغرب. ومن المنتظر تنظيم تظاهرات موازية في مناطق أخرى من المملكة المتحدة كنيوكاستل وغلاسكو. وأشار إلى أن"هذه المناطق تتيح إمكانيات كبيرة بالنسبة للمغرب" مضيفا أن علاقات الشراكة ستتعزز أكثر مع وكالات الأسفار الكبرى (يبلغ عددها حاليا 25 وكالة أسفار). وأكد أن مواصلة تعزيز الربط الجوي لوجهة المغرب بالسوق البريطانية يجب إيلاؤه مكانة بارزة في إطار هذه الاستراتيجية الطموحة.