التأكيد على إرادة تنمية القطاع وتفعيل شراكات مثمرة ما بين الفاعلين المغاربة والفرنسيين أكد وزير السياح لحسن حداد، أن الحكومة المغربية ستنخرط بشكل جدي ضمن التوجهات الاستراتيجية لرؤية 2020 السياحية، التي تطمح إلى جعل وجهة المغرب السياحية نموذجية في مجال التنمية المستدامة بالحوض المتوسطي. وأضاف في كلمة ألقاها مساء أول أمس الخميس بمراكش خلال افتتاح أشغال اللقاءات الخامسة لمهن السياحة والسفر الفرنسية (ما بين 19 و22 يناير الجاري)، أن القطاع السياحي بالمغرب سيبقى، تماشيا مع التوجهات الملكية السامية، قطاعا يحظى بالأولوية، نظرا لوقعه الإيجابي على جميع المستويات، بحيث يساهم في تحسين المداخيل والاقتصاد الوطني (9 في المائة من الناتج الداخلي الخام)، فضلا عن كونه يعد رافعة أساسية في التنمية الاقتصادية والاجتماعية. وبعد تأكيده على انخراط جميع الفاعلين والمهنيين السياحيين في الاحتفاظ بالمؤشرات السياحية خلال السنة الفارطة، أوضح حداد أن سنة 2012 تطرح العديد من التحديات بالنسبة للسياحة بالمغرب، داعيا في هذا الإطار جميع المتدخلين إلى التفكير بشكل تشاوري في مستقبل هذه الصناعة من أجل تعزيز حصص السوق الفرنسية في المجال السياحي المغربي. وأوضح أنه سيضع ضمن أولوياته أوراشا كفيلة بتحقيق الأهداف المتوخاة، وذلك من خلال إرساء حكامة ناجعة وتسريع وثيرة إنجاز المشاريع السياحية وتحسين جودة القطاع بكافة فروعه. وقال « نعقد آمالا كبيرة على السوق الفرنسية، الذي سيظل أول سوق مصدر للسياح إلى المغرب، وذلك لعدة عوامل ترتبط بالأساس بانعدام الحواجز اللغوية وقربه الجغرافي والثقافي، فضلا عن العلاقات المتميزة والمتينة التي تربط فرنسا بالمملكة المغربية، والمعرفة الجيدة لمهنيي القطاع السياحي الفرنسي للوجهات السياحية المغربية. وأبرز حداد أن مدينة مراكش، بفضل تنوعها الثقافي والطبيعي وبنياتها السياحية، توجد حاليا في مرحلة تحول جدري سياحيا، بحيث أصبحت وجهة سياحية متعددة المنتوجات قادرة على الاستجابة لانتظارات كل الزبناء. وأعرب عن اعتزازه أيضا لتنظيم هذا الملتقى بمدينة مراكش، الذي من شأنه تعزيز علاقات التعاون بين المهنيين المغاربة والفرنسيين وتقوية وجهة مراكش السياحية. من جانبه أكد رئيس النقابة الوطنية لوكالات الأسفار بفرنسا جورج كولسون أن المغرب يتمتع بالتنوع والعصرنة في كل المجالات. وأضاف في كلمة ألقاها خلال الجلسة الافتتاحية أن هذه اللقاءات ستمكن الفاعلين السياحيين الفرنسيين من اكتشاف المغرب في مختلف الأوجه، ومناسبة لعقد شراكات مثمرة بين مختلف الفاعلين السياحيين المغاربة والفرنسيين. وبعد أن أشار إلى أن جميع المتدخلين في القطاع السياحي المغربي يتوفرون على كل الشروط المهنية للتعريف بالقطاع السياحي، أكد كولسون أن كل الأوراش مفتوحة في وجه وكلاء الأسفار لتحليل الوضعية الراهنة وإيجاد الحلول المناسبة لرفع كل التحديات المطروحة على القطاع خاصة في هذه الظرفية الاقتصادية. وقال إنه بالنظر إلى الدور الهام الذي يضطلع به هذا القطاع في خلق مناصب الشغل والتنمية المستدامة، فمن الضروري وضع استراتيجيات واضحة المعالم لتنميته والتفكير مليا في الحلول الناجعة لتطويره. من جهته، أوضح رئيس اللقاءات الخامسة لمهنيي السياحة والسفر بفرنسا ساليمي لوسيان، أن تنظيم هذا الملتقى بمراكش يهدف إلى توسيع مجال الرؤية لتنمية هذا القطاع السياحي والتفكير في السبل الكفيلة بعقد شراكات مثمرة ما بين الفاعلين المغاربة والفرنسيين لمواجهة التحديات المطروحة على القطاع. وعبر، من جهة أخرى، عن إعجابه بالتطور الذي حققه المغرب خاصة في المجال السياحي، وذلك بفض لبنياته السياحية وتنوعه الطبيعي المتميز. ونوه الرئيس المدير العام لشركة الخطوط الملكية المغربية ادريس بنهمية، بتنظيم هذا الملتقى بالمغرب والذي من شأنه توسيع وتعزيز علاقات الشراكة والتعاون ما بين فرنسا والمملكة المغربية في المجال السياحي، موضحا أن مؤسسته ستبقى الشريك الأول للسياحة بفرنسا. تجدر الإشارة إلى أنه تم على هامش هذا الملتقى، الذي حضره أزيد من 450 فاعلا في المجال السياحي بفرنسا وكذا من المغرب، تنظيم الجمع العام للنقابة الوطنية لوكالات الأسفار بفرنسا. كما سلم ادريس بنهيمة تذكارات لأربع مؤسسات فرنسية تعمل في المجال السياحي والتي ساهمت بشكل كبير في تنمية السياحة بين البلدين.