ذكرت مصادر صحفية تونسية٬ استنادا إلى إحصائيات استقتها من مصادر تونسية متخصصة٬ أن ظاهرة تعاطي المخدرات في أوساط الشباب التونسي تفشت بعد الثورة التونسية (14 يناير 2011)٬ كما ارتفعت معها قضايا المخدرات المعروضة على المحاكم حيث سجلت السنة القضائية 2010-2011 نحو 996 قضية٬ مقابل 688 قضية خلال السنة القضائية 2009-2010. وأوضحت يومية "الصحافة" التونسية في عددها الصادر اليوم، استنادا إلى ذات المصادر٬ أن عدد المدمنين الشبان قد تفاقم بعد الثورة ليبلغ 100 ألف شخص٬ مشيرة أيضا إلى تزايد الإقبال على عيادات الطب النفسي والعصبي٬ فضلا عن انتشار ظاهرة استغلال الأدوية المؤثرة في الأعصاب كمادة للتخدير. وحسب إحصائيات لوزارة الداخلة أوردتها الصحيفة ٬ فإن الفئة العمرية الأكثر استهدافا في مجال المخدرات هي تلك التي يتراوح سنها بين 18 و30 سنة وأن المخدرات الأكثر استهلاكا في تونس هي مخدر القنب الهندي وهو ما يعرف محليا بíœ "الزطلة". وحسب الإحصائيات نفسها فإن نسبة الذكور من إجمالي المتعاطين للمخدرات٬ سواء كان ترويجا أو استهلاكا خلال الخمسة أشهر الأولى من السنة الحالية ٬بلغت 94 في المائة ٬في حين بلغت نسبة الإناث 6 في المائة من العدد الاجمالي للمدمنين. في السياق ذاته٬ يقول طارق قسنطيني، مدير مركز المساعدة والإصغاء بمدينة صفاقس، إن الإحصائيات التقديرية تشير إلى أن عدد مستهلكي المخدرات بمختلف انواعها يتراوح بين 300 و350 ألف شخص٬ 70 في المائة منهم تتراوح أعمارهم بين 15 و35 سنة. وحسب المديرة العامة لشؤون المرأة والأسرة بوزارة شؤون المرأة والأسرة٬ ايمان الزهواني هويمل٬ فإن استهلاك المخدرات لا يقتصر فقط على العائلات الفقيرة في الأحياء الشعبية ولكن الأسر ذات المستوى الاجتماعي الراقي هي أيضا عرضة لتفشي هذه الظاهرة. ونقلت الصحيفة التونسية عن عدد من الأخصائيين ومسؤولي مراكز علاج الإدمان قولهم إن هناك عوامل مختلفة أدت إلى تفشي هذه الظاهرة من بينها الإحباط النفسي والاكتئاب والتوتر نتيجة للتقلبات السياسية والاجتماعية والاقتصادية التي تعيشها البلاد ٬وكذا الشعور بالعجز امام عدم اكتمال انجاز استحقاقات الثورة٬ إضافة إلى الانفلات الأمني الذي سمح بمزيد انتشار الظاهرة. *تعليق الصورة: المخدرات..الداء الذي يهدد شباب تونس