أكد رئيس الحكومة المغربية، عبد الإله بن كيران٬ مساء يوم أمس الخميس بمدينة ريو دي جانيرو البرازيلية٬ على حاجة العالم إلى اعتماد نموذج اقتصادي جديد قادر على ضمان التنمية المستدامة بأبعادها الاقتصادية والاجتماعية والبيئية. وقال بنكيران في كلمة٬ خلال جلسة عامة ضمن النقاشات الرسمية لمؤتمر الأممالمتحدة للتنمية المستدامة٬ "ريو زائد 20"٬ المنعقد حاليا بالبرازيل٬ إن بلدان العالم بحاجة إلى نموذج اقتصادي جديد قادر على ضمان تنمية تساهم في تحسين إطار عيش الإنسان والاعتدال في الاستهلاك والتوازن بين الأجيال وبين الطبقات والفئات الاجتماعية وفيما بين الدول الفقيرة والغنية، وفق وكالة الأنباء المغربية. وأضاف بنكيران ٬الذي يرأس الوفد المغربي المشارك في مؤتمر "ريو زائد 20"أن الجميع متفق وواع٬ على الأقل منذ انعقاد "قمة الأرض" الأولى قبل 20 سنة بمدينة ريو دي جانيرو٬ بالأخطار التي تهدد النظام البيئي ككل٬ من أرض وبحار وغابات وحيوانات٬ وبالتالي تهدد الإنسان٬ و"لكن لا يبدو أن هناك عملا جماعيا لتصحيح هذا الوضع". واعتبر أن "التسابق نحو التنمية غير المستدامة مازال هو القاعدة٬ خصوصا من قبل الدول المتقدمة"٬ مشددا على ضرورة تفعيل ما يتم الاتفاق بشأنه خلال مثل هاته اللقاءات٬ خاصة وأن العالم يتقاسم نفس المصير. وأشار إلى أن "شعوب العالم بحاجة اليوم إلى عدالة أكثر٬ فمن الصعب أن نطالب الشعوب التي هي في بداية انطلاقتها أن تحافظ على البيئة التي دمرها الذين استفادوا منها وتقدموا"، مؤكدا أن المجهود الذي ينبغي أن يبذله العالم لإدماج الدول الفقيرة في الاقتصاد العالمي يستند٬ ليس فقط إلى منطق اجتماعي وإنساني بل ايضا إلى منطق اقتصادي يمكن من تحرير طاقات ومكامن جديدة للنمو. واعتبر من جانب آخر أن العالم تغير كثيرا منذ (إعلان ريو سنة 92)٬ بسبب تسارع التطور التكنولوجي وأنماط الانتاج والاستهلاك وكذا بسبب تلاحق الأزمات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، مذكرا بأن من آخر تمظهرات هذه الأزمات ما أصاب جزءا من العالم العربي٬ مما اصطلح عليه ب"الربيع العربي٬ الذي جاء ليعبر عن رفض الشعوب لأنماط غير مستدامة من الحكامة والتدبير. وأبرز في هذا السياق أن المغرب "استطاع٬ بفضل حكمة العاهل المغربي وخصوصية ذكاء الشعب المغربي ٬ أن يجتاز هذه المرحلة بإنجاز الاصلاح في ظل الاستقرار والاستمرارية ومن خلال إقرار دستور جديد وتنظيم انتخابات جديدة". كما أشار الى حرص الحكومة المغربية على حماية البيئة، وقال "إننا نسعى إلى تيسير عمل مؤسساتنا الاقتصادية في انسجام مع احترام البيئة والسير نحو اعتماد الطاقات المتجددة٬ الشمسية والريحية٬ ومع كل القضايا الايجابية التي تسير في اتجاه المحافظة على البيئة".