أعلنت جماعة الإخوان المسلمين، اكبر قوة سياسية في مصر، يومه الجمعة أن الجولة الثانية لانتخابات الرئاسة المصرية ستكون بين مرشحها محمد مرسي وبين الفريق احمد شفيق، آخر رئيس وزراء للرئيس المخلوع حسني مبارك. وجاء في بيان للحملة المركزية لمرسي، رئيس حزب الحرية والعدالة، الذراع السياسية للجماعة، "تأكدت لدينا وجود جولة إعادة بين الدكتور محمد مرسي والفريق أحمد شفيق وذلك وفقا لما توفر لدينا من أرقام". وأضاف البيان ان "مرسي ما زال يحافظ على تقدمه أمام كل المرشحين في عدد الأصوات بعد الانتهاء من رصد ما يقارب 90% من النتائج على مستوى جميع المحافظات". يذكر انه في حال عدم حصول أي من المرشحين ألاثني عشر في الانتخابات على الأغلبية المطلقة وهي 50 في المائة زائد واحد تقام جولة ثانية في 16 و17 يونيو المقبل. ومن المقرر مبدئيا أن تعلن اللجنة العليا للانتخابات النتائج الرسمية بعد غد الأحد. وأدلى المصريون يومي الأربعاء والخميس بأصواتهم لاختيار خليفة مبارك في أول انتخابات تعددية في تاريخهم لا تعرف نتائجها سلفا من بين 12 مرشحا. وبدا من الصعب التكهن بأي مؤشرات لنتائج التصويت بسبب احتدام المنافسة بين المرشحين الخمسة الرئيسيين وهم، بالإضافة الى مرسي وشفيق، وزير الخارجية الأسبق عمرو موسى والإسلامي المعتدل عبد المنعم ابو الفتوح والمرشح القومي الناصري حمدين صباحي، الذي أشارت التقديرات إلى انه احتل المركز الثالث. وتلخيصا لهذا الوضع عنونت صحيفة الوفد، الناطقة باسم الحزب الليبرالي الذي يحمل الاسم نفسه، "المصريون يحبسون أنفاسهم". ودعي أكثر من 50 مليون ناخب الى الإدلاء بأصواتهم الأربعاء والخميس لاختيار خليفة الرئيس المخلوع حسني مبارك في اول انتخابات تعددية حقيقية في تاريخهم. وقبل ثلاث ساعات من إغلاق مكاتب الاقتراع قدر رئيس لجنة الانتخابات فاروق سلطان، نسبة المشاركة ب50 في المائة. ومن شان نتيجة الانتخابات إن تحدد توجهات السياسات الداخلية والخارجية لمصر، اكبر بلد عربي، خلال السنوات الأربع المقبلة. وقد تعهد المجلس العسكري الذي يتولى السلطة منذ إسقاط مبارك والذي تعرض لانتقادات شديدة بسبب إدارته المرتبكة للمرحلة الانتقالية، بتسليم السلطة إلى رئيس منتخب قبل نهاية يونيو. الا ان العديد من المحللين يرون آن الجيش، الركيزة الأساسية للنظام منذ سقوط الملكية العام 1952 والذي يملك قوة اقتصادية ضخمة، سيبقى له دور قوي في الحياة السياسية. إلى ذلك يرى مراقبون أنه في حال تأكد الجولة الثانية بين مرسي وشفيق ، فإن الحملة المقبلة ستكون صعبة ومحفوفة ببعض المخاطر ، على اعتبار أن تيارات تناصب العداء الفريق أحمد ، الذي يعد بمعنى من المعاني الفائز الأكبر في الاستحقاق الرئاسي ، رغم ما لقيه من حملة ضارية استهدفت شخصه برميه بالأحذية من طرف خصومه يوم الاقتراع. وتدل التربة التي حصل عليها شفيق ، مؤشرا على أمرين على الأقل أولهما أن القوات المسلحة في مصر ستظل إلى حد كبير ممسكة بمفتاح الاستقرار في مصر .الأمر الثاني أن أنصار النظام القديم ما زالوا موجودين في المجتمع ليس من أجل إعادته ولكن من خلال مساندة أحسن من عمل معه ومعروف بنزاهته وفعاليته كما هو الحال بالنسبة للفريق شفيق ، الذي يحظى بتأييد شرائح من الطبقة الوسطى والأقباط . ولذلك فعلى الرغم من الرتبة التي حصل عليها مرشح الإخوان ، فإن الجولة الثانية ليست محسومة لصالحه خاصة إذا ما دعا المرشحون الآخرون الذين حصلوا على نتائج مهمة مثل حمدين صباحي وعمرو موسى ، للتصويت لصالح "شفيق" حتى لا يستأثر الأخوان بكل السلطات متحكما في مفاصل الدولة . ويظل معطى آخر غائبا وهو عدم تصويت حوالي 50 في المائة من المصريين . فهل ستحركهم الجولة الثانية التي يبدو أنها ستكون حافلة بكل المفاجآت. *تعليق الصورة: احمد شفيق (يمين) ومحمد مرسي