المطرب الجزائري الشاب خالد، أو كما يسميه البعض، "ملك الرأي" عن جدارة واستحقاق، مخلص لنفسه ولفنه ولعاداته وللمعجبين به. هذا مالمسه كل الذين تتبعوا سهرته ليلة أمس، في إطار مهرجان " موازين" سواء بالحضور إلى منصة السويسي بمدينة الرباط، أو من خلال متابعته على شاشة التلفزيون. كعادته دائما أطل، من فوق الخشبة،تسبقه ابتسامته التي يستقبل بها جمهوره، وهو يضع يده على قلبه، في إشارة إلى أنه يبادله نفس مشاعر الحب. وكعادته أيضا، ماان شرع في الغناء حتى رافقه الحاضرون في فضاء السويسي الأداء في تناغم وانسجام، ذلك أن المغاربة، الذين حجوا لملاقاته، وضمنهم شباب ونساء ورجال بسطاء، وبعض المسؤولين أيضا، يحفظون أغانيه، ويستمتعون بترديدها، منذ أن انطلق في عالم الشهرة بأغنيته ذائعة الصيت "ديدي" . وكعادته كذلك، أصر الشاب خالد على حمل الرايتين المغربية والجزائرية، في حركة لاتخلو من دلالة، وعيا واقتناعا منه بحتمية التقارب بين الشعبين الشقيقين، الذين تجمع بينهما، بالإضافة إلى الجغرافية عدة قواسم مشتركة، من بينها اللغة والدين والتاريخ والكفاح المشترك أيام الاستعمار الفرنسي. إنه نموذج للفنان المنتمي حقا لمنطقته، ولذلك يدعو دائما إلى دعم الجهود لتكريس وحدة بناء المغرب العربي على أسس سليمة، للانطلاق نحو المستقبل. لقد أنشد خالد ليلة أمس فأطرب تلك الجموع الغفيرة، التي ازدحمت بها جنبات منصة السويسي، لدرجة يصعب معها إيجاد موقع قدم. وشوهد الشباب من الجنسين وهم ينخرطون في الرقص بشكل جماعي على إيقاعات أغنيات الشاب خالد، التي تضج بالعشق والحب والحياة. وصرحت طالبة مغربية،لكاميرا التلفزيون، أثناء بث السهرة، أنها تركت كتبها ومراجعها ودفاترها في الحي الجامعي السويسي،وجاءت خصيصا لسماع الشاب خالد، وهو يشدو أمامها مباشرة، بدل أن تتابع ذلك عبر الشاشة الصغيرة. وكان الشاب خالد، وهو يغني، يعطي الانطباع بأنه في قمة السعادة، بل كأنه يسبح فوق السحاب، ليوزع الفرح بتساو على الجميع. وربط الكثيرون بين ملامحه الفياضة بالبهجة وبين ازدياد مولودة ثانية أشرقت بها جنبات بيته العائلي الصغير، وأطلق عليها إسم " جنة". ورغم انتشاء الحاضرين بكل أغنية كان يشدو بها، فإنهم ظلوا يلحون عليه في طلباتهم بأصوات مرتفعة اداء مقطوعة " عائشة"، فكان لابد من أن يستجيب لرغباتهم، تحت عاصفة من التصفيق. ويحظى الشاب خالد بشعبية طاغية وسط الجمهور المغربي، ولا ينافسه فيها، وإن بنسبة أقل، سوى المطرب الجزائري بلال، وهو دائم الحضور في العديد من السهرات التلفزيونية والمهرجانات الفنية. ولم يفت الشاب خالد، في بوح للتلفزيون المغربي، أن يعبر عن سروره بمشاركته للمرة الثانية في مهرجان " موازين"، بعد المرة الأولى التي حدثت سنة 2009، وأشاد بما يتصف به المغربي من انفتاح وكرم في الضيافة، وقال" يمكنك أن تحضر في أي لحظة، وتدخل بيته، ليقتسم معك مأكله ومشربه." * تعليق الصورة: الشاب خالد خلال مهرجان موازين