أكثر ما استقطب الجزائريين في الانتخابات التشريعية التي جرت يوم العاشر مايو الجاري هو ترشح شخصيات معروفة رياضية او إعلامية ،غير انه في الوقت الذي راهن فيه كثيرون على فوزها مجتمعة في هذا الاستحقاق خابت تقديرات البعض بسقوط أسماء في حين نجح آخرون في حجز "تذكرة"البرلمان بمبنى زيغود يوسف. نجح اسما طليقة الداعية يوسف القرضاوي، أسماء بن قادة، و الإعلامية المشهورة خلال الثمانينيات، نعيمة ماجر شقيقة اللاعب الدولي السابق رابح ماجر، في اجتياز الامتحان. ترشحت بن قادة، في قائمة حزب جبهة التحرير الوطني، بالجزائر العاصمة ،محتلة بذلك المرتبة الرابعة في حين تمكنت ماجر، من استقطاب الناخبين في قائمة التكتل الأخضر، في قائمة العاصمة أيضا ،علما ان التكتل احتل الرتبة الأولى في العاصمة تلاه حزب العمال الذي تقوده لويزة حنون، ثم جبهة التحرير الوطني. وقد يكون الظهور الإعلامي لطليقة القرضاوي في صفحات الجرائد الجزائرية، حيث روت حيثيات طلاقها من الداعية المشهور في العالم الإسلامي، سببا في فوزها بالنظر الى التعاطف الذي لقيته من أغلبية الجزائريين خاصة فئة النساء، الى جانب نظام النسبة الذي يقره القانون العضوي للانتخابات الذي ينص على انه يجب على كل قائمة من المترشحين للانتخابات التشريعية وانتخابات المجالس الشعبية الولائية و المجالس الشعبية البلدية في البلديات التي يفوق تعداد سكانها 20 الف نسمة ان لا تقل نسبة المترشحات بها عن الثلث. ويتجلى العامل الأكبر الذي ساهم في انجاح اسماء بن قادة، في الدعم الذي لقيته من الرئيس عبد العزيز بوتفليقة الذي أمر بادراج اسمها في قائمة" الافلان "رغم انها لم تكن مناضلة فيه، علما إن الرئيس الجزائري صديق لعائلتها وكثيرا ما أشادت به في حواراتها الإعلامية . وقد اثأر هذا الترشيح سخط مناضلي الحزب ورأوا فيه إجحافا بحق المناضلات. وفي المقابل فان الإعلامية السابقة في التلفزيون الجزائري نعيمة ماجر، حظيت بالمساندة الشعبية في تكتل الجزائر الخضراء، بفضل رتبتها الثالثة في القائمة، الى جانب شهرتها المتميزة ليس لأنها شقيقة اللاعب الدولي بل لان العديد من الجزائريين مازالوا يتذكرون موقفها المتمسك بارتداء الحجاب عندما كانت تشتغل في التلفزيون، ما أدى الى منعها من الظهور وهي التي كانت تقدم البرامج التلفزيونية . وإذا كان العنصر النسوي الشهير في هذه الانتخابات قد نجح في اجتياز العتبة، فان العنصر الرجالي لم يبتسم له الحظ ما عدا رئيس فريق اولمبي الشلف لكرة القدم، عبد الكريم مدوار الذي ترشح في قائمة جبهة التحرير، بتلك الولاية الواقعة وسط الجزائر . وعلى العكس من ذلك، لم يتمكن اللاعب الكبير في الفريق الجزائري لكرة القدم لخضر بلومي، من استقطاب الناخبين بعد ان تصدر قائمة حزب المستقبل بمسقط رأسه" معسكر"، وابدى بلومي، بعد الخسارة عدم تأثره بالنتيجة، في حين راح متعاطفون معه يصرحون بان "لخضر، يبقى نجما داخل البرلمان أو خارجه". واتضح إن حزب المستقبل أراد الاستعانة بمشاهير الرياضة من اجل ضمان المقاعد الزرقاء بالبرلمان غير انه خاب للمرة الثانية بعد إن خرج رئيس مجلس إدارة وفاق سطيف، لكرة القدم خاوي الوفاض من معركة الانتخابات التشريعية التي شارك فيها كمتصدر قائمة الحزب المذكور . وراهن سرار، على شعبية الفريق في الولاية لاسيما بعد ان فاز فريقه مؤخرا بالكأس الثامنة للجمهورية؛ لكن اتضح الشارع "السطايفي" ما كان يهمه سوى الكأس التي مازال يعيش نشوة الفوز بها، ما يعني ان الرياضة والسياسة خطان غير متوازيين في كثير من الحالات. وفي نفس السياق، فشل الرئيس السابق لاتحاد "الحراش" عبد الحميد عباد الذي ترأس قائمة جبهة المستقبل في العاصمة ورئيس فرع مولودية العلمة، جمال حيرش ، على رأس قائمة حزب التجمع الجزائري في ولاية سطيف ومسؤول التنظيم في وفاق سطيف إبراهيم العرباوي، صاحب الصف الثاني في حركة الانفتاح في نفس الولاية ورئيس فرع الكرة باتحاد عنابة إسماعيل قوادرية، مع حزب العمال في ولاية" قالمة". وعلى العموم فإن الرياضة وإن حضرت في السياسة لدى الناخبين الجزائريين فإنها لا تعدو إن تكون مجرد "خرجة" تهكمية من قبل شباب أراد ان يوجه رسالة معينة الى السلطات للاهتمام أكثر بالشباب، من خلال دس صور للاعبين في الفريق الجزائري الذين كان لهم الفضل في التأهل الى المونديال، على غرار زياني و مطمور وبوقرة.