من بين أبرز الوجوه النسوية التي نجحت في دخول البرلمان الجزائري عقب انتخابات الخميس الماضي، أسماء بن قادة، طليقة الشيخ يوسف القرضاوي، رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، والتي ترشحت في المرتبة الرابعة في قائمة الحزب الحاكم بالعاصمة، جبهة التحرير الوطني. ووفق تقاليد الحزب الحاكم في الجزائر، يختار الحزب من قائمة العاصمة بعض الوجوه لتولي مسؤوليات كبيرة في الدولة، وفي هذا السياق، يتردد أن أسماء بن قادة مرشحة لتولي منصب حكومي لم تتحدد بعد طبيعته، رغم أن أغلب التقديرات تتجه لترجيح توليها منصباً وزراياً في الحكومة المقبلة. وبرزت أسماء خلال العشر سنوات الماضية الماضية، كزوجة للشيخ القرضاوي. وخلال فترة زواجهما، زار القرضاوي الجزائر كثيراً، وأعلن دعمه الكبير لمشروع المصالحة الوطنية في الجزائر، ووجه مراراً دعوات للمسلحين في الجبال كي يستجيبوا لنداء الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة. وقبيل طلاقهما بثلاث سنوات، ساءت العلاقة بين القرضاوي وأسماء، واهتم الإعلام الجزائري والمصري أيما اهتمام بالقصة، قبل أن يتم الإعلان رسمياً عن طلاقهما بسبب «ضغوط» تعرض لها الشيخ من عائلته الأولى في مصر، على حد تصريحات أسماء. ولاحقاً، حدث أن ألمت بالقرضاوي وعكة صحية طارئة بالجزائر، فكانت طليقته بجواره، وجرى إدخاله للعلاج بالمستشفى العسكري بعين النعجة بالعاصمة، وهو مستشفى خاص بكبار قيادات الجيش الجزائري. وكانت هذه أبرز المناسبات التي ظهرت فيها أسماء بالقرب من زوجها السابق. أسماء تعارض الإسلام السياسي وحول توجه أسماء، الحاصلة على شهادات جامعية علياً، آخرها دكتوراه في العلوم السياسية من جامعة الجزائر، لممارسة السياسة، وعن دوافع ترشحها في صفوف جبهة التحرير الوطني، وليس في صفوف حزب إسلامي، أجابت أن «جبهة التحرير هي الحزب الجامع المانع الذي أجد فيه نفسي، برصيده ومبادئه وثوابته أعيش في انسجام تام مع ذاتي»، موضحة من جهة أخرى أن «أدلجة الدين تزعجها›، وأن ‹ما عرف بالإسلام السياسي لم يكن سوى مرحلة جاءت في سياق تفاعلات المراحل المباشرة لما بعد فترات الاحتلال، فنحن مسلمون، والإسلام هو الاسم الذي اختاره الله عز وجل لدينه، بعيدا عن مسميات كالإسلام المعتدل أو الوسطي أو الأوروبي أو التاريخي›، على حد قولها.