"الشرق الاوسط" الجزائر: بوعلام غمراسة يواجه عبد العزيز بلخادم، أمين عام حزب الأغلبية الجزائري (جبهة التحرير الوطني) معارضة قوية من جانب وزراء ينتمون للحزب وعدد كبير من كوادره، بسبب اعتراضهم على اختيار أشخاص رشحهم للعضوية بالبرلمان، بمناسبة الانتخابات المرتقبة في 10 مايو (أيار) المقبل. أطلق أعضاء من «اللجنة المركزية» (أعلى هيئة ما بين مؤتمرين) بالحزب لائحة لجمع أكبر عدد من التوقيعات لعقد دورة استثنائية للجنة، بغرض تنحية بلخادم. وبدأت حركة المعارضة من وهران بالغرب، أحد أهم معاقل «جبهة التحرير»؛ حيث قال قياديون في بيان وزع على الصحافة: إن لوائح مرشحي الحزب للاستحقاق «كان لها وقع الصاعقة على القواعد النضالية للحزب». واتهموا الأمين العام بلخادم ب«تعمد خرق القانون الأساسي والنظام الداخلي، والمعايير والمقاييس (بخصوص اختيار المرشحين) التي حددتها لجنة تحضير الانتخابات تحت إشرافه». وعابوا على بلخادم أنه «اختار مرشحين سيقودون الحزب إلى خسارة أكيدة». وثارت ثائرة مناضلي الحزب بالعاصمة عندما قرأوا في الصحف أسماء متصدري اللائحة، التي يوجد على رأسها العربي ولد خلفية، رئيس المجلس الأعلى للغة العربية، وأسماء بن قادة، طليقة رجل الدين يوسف القرضاوي. ويقول مناضلون إن ولد خليفة لم يكن أبدا في صفوف الحزب، ولا يعرف عنه أنه ناضل في صفوفه. ويقولون أيضا إن اختياره لا يتماشى مع شعار «تشبيب الحزب» الذي ترفعه القيادة. أما أسماء بن قادة فلا يعرفها سكان العاصمة أصلا حتى ينتخبوها، حسبهم؛ لأنها عاشت فترة طويلة بقطر مع زوجها السابق الشيخ القرضاوي. ويقود مسعى الإطاحة ببلخادم وزير الإعلام الأسبق بوجمعة هيشور، ووزير السياحة الأسبق نور الدين بونوار. ويوجد معهما قياديون بارزون، ويرتقب أن تشمل دائرة المعارضين أعضاء من «المكتب السياسي» الذين منعهم بلخادم من الترشح بذريعة فسح المجال لقياديين أقل منهم درجة، للترشح، أهمهم الشخص النافذ في الحزب عبد الحميد سي عفيف، رئيس لجنة الشؤون الخارجية بالبرلمان. ووزع بوجمعة هيشور وثيقة على المناضلين أمس، سماها «المنعرج الخطير»، جاء فيها: «أدعو كل المناضلين للتصويت بكثافة ضد لوائح مرشحي حزب جبهة التحرير، التي تضم أسماء تم اختيارها بطريقة غامضة والتي تعتبر رديئة جدا، لا تمتلك الحجم السياسي المطلوب». وتساءل هيشور: «هل الجبهة تلعب ورقتها الأخيرة في خضم ما يسمى الربيع العربي؟ من الذين وضعوا في لوائح الترشيحات؟ هل هم فعلا من الشباب الذين لهم وجود وسمعة طيبة في أوساط المجتمع المدني؟ هل هم من الجامعة التي أبعدت تماما خشية وجودهم في الحرم البرلماني؟». يُشار إلى أن بلخادم يشغل منصب وزير دولة وممثل شخصي للرئيس عبد العزيز بوتفليقة، وهو من أقرب المسؤولين إلى الرئيس. ويوجد بلخادم بفرنسا منذ يومين؛ حيث يشارك في مظاهرة تاريخية تتعلق بمرور 50 سنة على استقلال الجزائر من الاستعمار الفرنسي. ونشبت موجة احتجاج كبيرة في الولايات كلها؛ حيث اعترض غالبية المناضلين على الأشخاص الذين اختارهم بلخادم لخوض المعترك الانتخابي. وقال غاضبون من ولاية بومرداس (50 كم شرق العاصمة) ل«الشرق الأوسط»: «إن بلخادم يعمل لصالح فوز أحزاب التيار الإسلامي» التي تملك حضورا لافتا ببومرداس. والسبب، حسبهم، أنه رشح أشخاصا غير معروفين لدى سكان الولاية.