الجزائر "مغارب كم": نسرين رمضاني أكدت سفارة الولاياتالمتحدة الأميركية بالجزائر أن مدير مكتب التحقيقات الفدرالي الأميركي "أف بي آي"، روبرت مولر، زار هذا الأسبوع الجزائر، حيث التقى مع مسؤولين في قطاعي الأمن والقضاء. وأوضح بيان السفارة الذي وزع على وسائل الإعلام أن "الهدف من الزيارة تمثل في بحث قضايا ذات الاهتمام المشترك و كيفية تعزيز الجهود المشتركة للتصدي للجريمة وتهديد الأمن". وجاءت زيارة المسؤول الامريكي الى الجزائر في الوقت الذي تشهد فيه الأزمة السياسية والأمنية في دولة "مالي" تصاعدا خطيرا، علما أن الجزائر التي تولي اهتماما كبيرا لمحاربة الإرهاب في منطقة الساحل تنسق جهودها منذ سنوات مع الولاياتالمتحدةالأمريكية و دول غربية أخرى . ويبدو الاهتمام الأمريكي بما يحدث في مالي من خلال التصريح الذي أدلى به المنسق الأمريكي لمحاربة الإرهاب "دانييل بنجامين" منذ يومين، أمام الكونغرس الأمريكي حيث أشار الى أن الأحداث الأخيرة في "مالي" سمحت ب"تواجد مكثف" لتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، ولا سيما في المدن الواقعة شمال "مالي" لكن بشكل مؤقت". وجاء تصريح بنجامين الذي نقلته وكالة الأنباء الجزائرية، خلال جلسة استماع للجنة الشؤون الخارجية بغرفة مجلس النواب، خصصت للجماعات الإرهابية الناشطة في إفريقيا. وقال انه "للمرة الأولى هناك وجود كبير لتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، في المدن المالية الشمالية الكبرى، معربا عن الاعتقاد أن ذلك سيكون مؤقتا وأن تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي سيعود إلى وكره في الصحراء في جبال "تيرغارغار" شمال "مالي". وبعد أن ذكّر بالعمليات التي قامت بها الحركة من اجل تحرير "الازواد" لاحتلال المدن الكبرى (غاو وكيدال وتومبوكتو) والفصيل المنشق أنصار الدين، أكد رئيس محاربة الإرهاب بوزارة الخارجية الأمريكية أن هذه الوضعية سمحت لتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي "بالتحرك بحرية اكبر وبالوصول إلى المصادر بأكثر سهولة". وبعد أن أكد أن بلاده "حققت تقدما مع شركاء مختارين" في المنطقة، أوضح بنجامين أن "الجزائر وموريتانيا والنيجر، حققت نتائج حقيقية في حربها ضد تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي"، موضحا أنه بالرغم من الانقلاب الأخير في مالي "تحتفظ الجزائر وموريتانيا والنيجر بإرادة سياسية قوية في محاربة الإرهاب".