الرباط "مغارب كم": محمد بوخزار بينما ذكر آخر بيان طبي، تلاه صباح اليوم الاثنين مدير مستشفى "سان خوصي" بالعاصمة الإسبانية، بشأن تطور الحالة الصحية للملك خوان كارلوس، يستمر الجدل في إسبانيا بخصوص سفر الملك خارج البلاد دون إشعار الجهات المعنية. ووفقا لما ورد في البلاغ الطبي فإن العاهل الإسباني، يتحسن باستمرار من آثار العملية الجراحية التي أجريت له فجر يوم السبت على الفخذ الأيمن، وأنه قضى ليلة هادئة بدون آلام ولا مسكنات، بل إنه يستطيع التحرك وحده والنهوض والمشي مستعينا بعكازين، كما يشاهد الملك التلفزيون ويطالع الصحف. وأمضت الملكة صوفيا حوالي 15 دقيقة مع زوجها الملك حيث زارته صباح اليوم آتية مباشرة من المطار من سفر إلى اليونان حيث كانت مع عائلتها بمناسبة أعياد الكنيسة الشرقية. وحسب البلاغ فإنه لا يستبعد أن يقرر الأطباء قريبا السماح للملك بمغادرة المستشفى واستكمال العلاج بممارسة الرياضة الخاصة وعمليات الترويض بالقصر الملكي. إلى ذلك، انضم قيادي في الحزب الاشتراكي العمالي المعارض، إلى صف منتقدي الملك، إذ صرح مسؤول الحزب الاشتراكي في مدريد "توماس غوميث" أن على العاهل الإسباني أن يختار بين احترام أجندة المسؤوليات الوطنية أو التنازل عن العرش، مضيفا في تصريحات للصحافة أنه لا ينبغي السكوت عن بعض الأشياء في بعض الظروف. وخالف منتقد ملك إسبانيا، قيادة الحزب الاشتراكي في موقفها الذي سبق أن عبر عنه الأمين العام، بيريث روبالكابا، الذي قال إن حزبه لا يعلق على أجندة الملك سواء أعجبتنا أم لم يعجبنا ذلك. ويتركز النقد الموجه إلى الملك، على كونه سافر إلى دولة بعيدة لا يوجد بها تمثيل دبلوماسي لإسبانيا ودون إشعار الحكومة مسبقا بعزمه على السفر، كما أن أوساطا سياسية تعتب على الملك كونه يمارس رياضات صعبة تتطلب مجهودا عضليا، لا تتلاءم مع سنه المتقدمة ما يعرضه لمشاكل، غير أن البلاط الملكي أكد أن الحكومة الإسبانية ورئيسها على الخصوص كان على علم بسفر الملك وهي الرواية التي أكدتها الحكومة لكنها لم تقنع كثيرين. يذكر أن الملك خوان كارلوس، دخل غرف العمليات لإجراء جراحات مختلفة، ثماني مرات في حياته، دون أن يحتاط كثيرا بعدها، إذ المشهور عن ملك إسبانيا ولعه بممارسة الرياضة. وكان تكتل "اليسار الموحد" المعارض، انتقد الملك من جهته بعبارات غير ودية، مستغربا سفره إلى الخارج في وقت تجتاز فيه بلاده أزمة مالية، بل ذهب التنظيم الحزبي المتشدد إلى التأكيد أن سيوجه سؤالا للحكومة في البرلمان بخصوص الجهة التي مولت سفر الملك إلى "بوتسوانا" وكأنه يشير إلى أن تمويل الرحلة تم من المال العام، مستندا إلى أن الملك استعمل طائرة خاصة لكن العبارات التي صدرت عن "اليسارالموحد" لم تلق في حدتها استحسانا من عموم الطبقة السياسية في البلاد، حيث ما زال الملك يحظى باحترام كونه رمز السيادة الوطنية وليست له أية سلطات تنفيذية أو تشريعية.