الجزائر "مغارب كم": نسرين رمضاني دعا وزير الشؤون الدينية والأوقاف الجزائري، بوعبد الله غلام الله، أئمة المساجد لتحسيس الجزائريين بأهمية الانتخابات التي تتخوف السلطة من حدوث عزوف عنها. وأشار غلام الله خلال إشرافه اليوم على افتتاح اللقاء التقييمي الخاص بنشاط قطاع الشؤون الدينية لسنة 2011 إلى أنه من بين أدوار إمام المسجد "دعوة المواطنين للتوجه إلى مكاتب الإقتراع لأداء واجبهم الانتخابي" دون توجيههم لصالح حزب معين. وقال غلام الله أن دعوة إمام المسجد للمواطنين لأداء واجب الانتخاب تندرج في إطار مهمة الدعوة "لتوجيه وإرشاد المصلين بما ينبغي عليهم دون توجيههم لصالح تشكيلة حزبية معينة". مضيفا إن أداء الواجب الإنتخابي سلوك نابع من صميم المسؤولية والمواطنة باعتبارهما من المبادئ التي يحث عليها الدين الحنيف "قصد تكوين مواطن إيجابي، يدلي بكلمته". واستدل الوزير في هذا الصدد بما قام به أمام إحدى مساجد الجزائر العاصمة عندما لجأ إلى التشهير بحزب معين، مما استدعى أحالته على المجلس العلمي لتنبيهه بأن هذا الموقف يتنافى كلية مع وظيفة الإمام. وليست هذه المرة الأولى التي يدعو فيها الوزير غلام الله، الأئمة الى توعية المصلين بأهمية الانتخاب وخاصة بعد إن منحت السلطة الضوء الأخضر للحديث عن الموضوع في المساجد. وكانت السلطة منعت ذلك في السنوات الماضية جراء الأزمة الأمنية التي مرت بها البلاد واستغلال الجبهة الإسلامية للإنقاذ المحلة، بيوت الله للترويج لأفكارها التي وصفتها السلطة بالتحريضية أوائل عقد التسعينيات. و صرح وزير الشؤون الدينية الجزائري، امس السبت في كلمة ألقاها بمناسبة يوم دراسي بجامعة محافظة "سطيف" الواقعة شرقي الجزائر: أن المسجد "الذي استخدم من قبل في تفريق المجتمع وخلق الفتنة والكراهية بين أبناء الشعب نفسه، يجب أن يخدم الآن الأمة وإصلاح المجتمع". ودعا غلام الله، أئمة المساجد إلى "محاربة التيارات التي تحاول ضرب وحدة الجزائر قبل موعد الانتخابات "، مضيفا أن المسجد "لا غنى عنه في عملية استكمال مؤسسات الدولة" مبرزا أنه بقدر هو مكان للصلاة، فإنه أيضا المكان الذي يجد فيه المواطن التنوير الذي ينقصه وباللغة التي يفهمه".