أشاد الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية وزير الإسكان٬ محمد نبيل بنعبد الله٬ بما أبدته الحكومة المغربية من استعداد قوي للتحرك في شتى المجالات. وقال خلال عرض أمام الدورة الثامنة للجنة المركزية المنعقدة اليوم السبت بالرباط٬ "إن هناك ما يكفي من المسوغات للتنويه بما أعطته الحكومة من إشارات أولية دالة٬ وأبدته من استعداد قوي للتحرك في شتى المجالات٬ الخارجية والداخلية" على الرغم من أن موعد انطلاق العمل الفعلي للحكومة "لم يمض عليه الوقت اللازم لتقييم مجمل نشاطها". وبخصوص مشروع القانون المالي٬ "والذي ورثته الحكومة الجديدة عن سابقتها"٬ أكد أمين عام الحزب أن هذا المشروع "يأتي في سياق أوضاع اقتصادية عالمية صعبة٬ خاصة عند شركاء المغرب الأساسيين في أوروبا٬ وفي ظل أوضاع مالية واقتصادية داخلية تبين أنها أسوأ مما كان متوقعا أن تجده الحكومة الجديدة٬ وهو ما يتأكد اليوم٬ أكثر فأكثر٬ من حالة جفاف مقبلة بآثارها السلبية والوخيمة". ودعا الحكومة٬ في هذا الصدد٬ إلى استحضار الظروف والشروط اللازمة لتوفير مقاربة استباقية٬ من أجل الاهتمام بالفئات المتضررة مباشرة٬ وتخفيف الأعباء على صغار الفلاحين وسكان القرى عموما. من جهة أخرى٬ أبرز بنعبد الله جهود الحكومة من أجل محاربة الفساد والرشوة٬ وتحسين أسلوب الحكامة٬ في ظل بعض الحركات الاحتجاجية المعبرة عن مطالب مشروعة٬ منبها٬ في نفس الوقت٬ إلى أن محاربة الفساد واستئصال مظاهر الريع٬ "قضايا لا تعالج بخرجات منفردة (في اشارة على ما يبدو إلى نشر أسماء المستفيدين من أذونات النقل في المغرب ) وإنما في إطار التصور الشمولي للحكومة بكاملها٬ في نطاق الالتزام بالبرنامج الحكومي ومحتوياته كافة". وأكد حرصه على أن تظل "الحكومة محتفظة بالتوجه الذي أعلنته رسميا٬ ونالت على أساسه ثقة البرلمان٬ عبر أغلبيته الواسعة المنبثقة من صناديق الاقتراع٬ توجه الانفتاح الواعي على الحداثة والتقدم٬ والتفعيل الأمثل لمضامين الدستور الجديد من خلال تأويلها تأويلا ديمقراطيا". وفي موضوع آخر٬ أكد بنعبد الله على ضرورة جعل 2012 سنة تفعيل وتأهيل التنظيمات الحزبية وتعزيز المكانة التمثيلية للحزب٬ وذلك لكسب رهان المواعيد الانتخابية التي سيعرفها المغرب خلال هذا السنة. وسجل٬ في هذا الصدد٬ أنه إذا كانت الوتيرة التي اشتغل بها الحزب٬ منذ مؤتمره الوطني الثامن٬ أفرزت "انتعاشة" مردها التفكير والتنظير السياسي للحزب٬ "المتسم دائما بوضوح خطه السياسي وتعزيز التدبير الشفاف"٬ فإن الوتيرة التنظيمية الحزبية٬ "بارتباط مع ما عشناه في الانتخابات التشريعية الماضية٬ لا تزال تشكو من نواقص٬ بالرغم من العناية التي أحيطت بها المسألة التنظيمية٬ خاصة منذ اعتماد وثيقة خارطة الطريق٬ التي تستلهم روحها ومضامينها من توجهات ومقررات المؤتمر الوطني الثامن". وقال إن حزب التقدم والاشتراكية مقبل على خوض غمار الاستحقاقات القادمة٬ من موقع المشاركة في تجربة حكومية "تحظى باهتمام كبير وتأييد شعبي واسع٬ ويعول عليها المواطنات والمواطنون في الاستجابة لانتظاراتهم العريضة وتطلعاتهم المشروعة"٬ مؤكدا قدرة حزبه على تحقيق "نتائج باهرة" في هذه الانتخابات٬ "إن أحسنا إنجاح هذه التجربة٬ وعرفنا كيف نؤهل تنظيماتنا الحزبية". وتتركز أشغال الدورة الثامنة للجنة المركزية لحزب التقدم والاشتراكية على ثلاثة محاور تتعلق بعرض تقرير الديوان السياسي والتقرير المالي بالإضافة إلى تقرير لجنة المراقبة السياسية والتحكيم.