الرباط "مغارب كم": بوشعيب الضبار فجر تصريح صحفي أدلى به مؤخرا، الحبيب الشوباني، الوزير المكلف بالعلاقات مع البرلمان، حول مهرجان " موازين" جدلا إعلاميا، قد تكون له تداعيات أخرى في المستقبل القريب. بدأت القصة بحديث أدلى به الشوباني ليومية " اخبار اليوم" في عددها ليوم الثلاثاء الماضي، انتقد فيه بأسلوب حاد مهرجان " موازين"الدولي الذي ينظم كل صيف في الرباط، واصفا إياه بأنه "مهرجان الدولة"، في تلميح إلى جمعية "مغرب الثقافات" التي يترأسها محمد منير الماجدي المقرب من القصر الملكي. ولم يقف الوزير المنتمي لحزب العدالة والتنمية،ذي المرجعية الإسلامية،الذي طالما انتقد هذا المهرجان يوم كان في المعارضة،عند هذا الحد، بل مضى مضيفا أن هذا المهرجان لا يمكن أن يظل خارج منطق الحكامة والمحاسبة. واسترسل متسائلا:هل من الحكامة في تدبير المال العام أن تحصل جمعية ما على أموال عمومية بملايين الدراهم لتنظيم تظاهرة باذخة في مجتمع يطالب فيه المعطلون بالتشغيل، ويتطلع فيه سكان المناطق النائية لحطب التدفئة ورغيف خبز وقرص دواء؟. وانتقد الشوباني أيضا تسخير وسائل الإعلام العمومية، من إذاعة وتلفزيون وغيرهما، لنقل فعاليات وحفلات " موازين" لساعات طوال، كما لو أن هذه الوسائل الإعلامية ملك للجمعية التي تنظم المهرجان، وتحت تصرفها ورهن إشارتها، ملمحا في نفس الوقت إلى أن تظاهرات ثقافية وفنية أخرى، أكثر قيمة من الناحية الثقافية، في نظره، لاتحظى بهذا الاهتمام، لدرجة أنها تمر دون أن يعلم بها أحد. كما طرح مسألة توقيت المهرجان ، الذي يُنظم وتُبث سهراته أثناء التحضير للامتحانات التلاميذية والطلابية، كأن مواعيد الفنانين أهم من مواعيد التحصيل العلمي لآلاف الأسر والطلبة والتلاميذ، مضيفا أن ذلك يلحق الضرر بدراستهم. وأول من عبر عن رد فعله إزاء هذه التصريحات هو المدير الفني لمهرجان "موازين" عزيز الداكي، بوصفه لتصريحات الشوباني بانها تتسم ب" الغوغائية". وقال في تصريح لوكالة الأنباء الفرنسية، إنه من "الخطأ القول إن مهرجان موازين يمول رسمياً في حين أن 6% فقط من ميزانية المهرجان تأتي من مساهمات رسمية". ودخلت "الجمعية المغربية لحقوق المشاهد" على الخط ، بالدعوة إلى فتح تحقيق حول صريحات الوزير، خصوصا فيما يرتبط باختصاص البرلمان في مجال تشكيل لجن نيابية لتقصي الحقائق. وأوضحت الجمعية في بيان لها توصل موقع " مغار ب كم " بنسخة منه، أن دعوتها نابعة من سعيها إلى إرساء حكامة إعلامية منتجة ومن احترامها لحرية الإبداع و التعبير، واكدت "استجابتها لدعوة الوزير لفعاليات المجتمع المدني إلى التجنيد والتعاون مع الحكومة لمكافحة الفساد الإعلامي وحماية الوطن والمواطنين من آثاره المدمرة إذا ما تأكدت تصريحاته." غير أن الجمعية المغربية لحقوق المشاهد، تضيف في بيانها، لتؤكد في مقابل ذلك استعدادها لمواجهة كل ما من شأنه استغلال أوضاع قطب الإعلام العمومي في معارك سياسوية ترتبط بمحاربة بعض التظاهرات الفنية من إدعاءات أخلاقية والنيابة عن الأمة المغربية في الدفاع عن قيمها وذوقها العام. وخلصت الجمعية المغربية لحقوق المشاهد، إلى القول إنها تعتبر "أن الحكومة باختصاصاتها وسلطها التي نص عليها الدستور الجديد مؤهلة بل ومطالبة بإيقاف أي استغلال غير مشروع للإعلام العمومي، خصوصا إذا كان من طرف "مهرجان الدولة"، وستتابع عن كثب ما ستتخذه بشأن مضمون تصريحات وزير العلاقات مع البرلمان والمجتمع المدني في علاقته بالدورة المقبلة للمهرجان المذكور، انطلاقا من ما يخوله نفس الدستور للمجتمع المدني من مراقبة السياسات العمومية للحكومة كإحدى الركائز الدستورية الأساسية للدولة المغربية." يذكر ان مهرجان "موازين" يعرف سنويا مشاركة المع النجوم العالميين والعرب والمغاربة، ويحظى بمتابعة واسعة من الجماهير التي تحج إليه من مختلف المدن المغربية، حيث تحقق بعض السهرات حضورا قياسيا، ، مثل ذلك الذي تجلى بقوة في سهرات نانسي عجرم والتون جون والكولومبية شاكيرا، في دورة العام الماضي.