الرباط "مغارب كم": محمد بوخزار حرص، أرتور ماس، رئيس الحكومة المستقلة لإقليم "كاتالونيا" الإسباني، على أن لا يقتصر حديثه مع المسؤولين المغاربة على التجارة والمال والاستثمار، بالنظر إلى العدد الكبير من رجال الأعمال وأرباب المقاولات الذين رافقوه في زيارته الأولى إلى المغرب. ووصل "ماس" عشية أمس إلى مطار الدارالبيضاء،في رحلة تجارية، من مدينة برشلونة، بل إن رئيس الحكومة قرر لأسباب التقشف حجز مقعده بالطائرة في الدرجة السياحية أي أنه خالط المسافرين العاديين ذوي الإمكانيات المحدودة. وتميز اليوم الأول من زيارة ماس إلى المغرب باستقباله صباح الأربعاء، من طرف رئيس الحكومة المغربية عبد الإله بنكيران حيث أمضيا بمقر رئاسة الحكومة حوالي ثلاث أرباع الساعة، تحدثا خلالها عن آفاق وممكنات التعاون بين الرباط وبرشلونة. وأشارت مصادر إعلامية إسبانية إلى أن "ماس" حرص على إبداء وجهة نظره بخصوص الجهوية التي يسعى المغرب إلى تطبيقها في أقاليمه خاصة بعد اعتماد دستور جديد خول الحكومات الجهوية المنتظرة صلاحيات كثيرة بخصوص تدبير الشأن المحلي وتخفيف الأعباء عن المركز. وعرض ماس أمام مضيفه بنكيران، مزايا وعيوب، تجربة الحكم الذاتي في إسبانيا التي مضى عليها أكثر من ثلاثة عقود، بينت السلبيات والإيجابيات، حتى يتجنب المغرب الوقوع فيها. وأبرز "ماس" أن المغرب ينظر إلى التجربة الإسبانية كنموذج في الحكم الذاتي، لكنه نبه إلى خصوصيات الأقاليم الإسبانية عن نظيرتها في المغرب، بحيث يشترط لضمان النجاح أن يتوفر الإقليم الذي يتمتع بحكومة مستقلة، على كافة المقومات والمؤهلات التي تجعل تجربة الحكم الجهوي، ناجحة . ولاحظ رئيس حكومة كاتالونيا أن "الجهوية" التي أخذت بها بلاده قربت الإدارة من المواطنين وحررتهم من ثقل الحكم المركزي وحلت مشاكل التعدد اللغوي والثقافي، لكن الدولة استمرت في تحمل الأعباء المالية التي يتطلبها سير الحكومات المحلية، بمعنى أن المداخيل لم تكن كافية لتغطية النفقات .وهو توازن ضروري من وجهة نظر "أرتور ماس". وحذر رئيس حكومة،كاتالونيا، من تقليد النموذج الإسباني المتمثل فيما عبر عنه بمنح "القهوة للجميع" والذي جرى اعتماده منذ ثمانينيات القرن الماضي، فوصفه بالخطأ. ولم يتعرض "ماس" خلال حديثه مع بنكيران إلى نزاع الصحراء صراحة وإلى مشروع الحكم الذاتي المقترح لها والذي استوحى كثيرا من تجربة إقليم كاتالونيا التي كانت موضوع تحليل ودراسة من لجنة الخبراء المغاربة التي صاغت المشروع المعروض على أنظار المنتظم الأممي ورفضته جبهة البوليساريو. إلى ذلك، اجتمع ماس مع وزير الداخلية المغربي امحند العنصر كما زار ضريح محمد الخامس حيث كتب في الدفتر الذهبي عبارات الإشادة بالمغرب واعتزازه بزيارته وهتف للبلدين.