الرباط "مغارب كم": محمد بوخزار أعرب، أرتور ماس، رئيس حكومة إقليم كاتالونيا الإسباني عن تأييده لمشروع الحكم الذاتي الذي اقترحه المغرب في وقت سابق كإطار لحل نزاع الصحراء. وعبر "ماس" عن هذا الموقف أثناء اجتماعه اليوم الخميس، في مقر رئاسة الحكومة "الجينيراليتات" بمحمد اليازغي، وزير الدولة في الحكومة المغربية، عن حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، الذي زار الإقليم الإسباني الذي يوجد به أكثر من 230 ألف مغربي، بعضهم استقر به منذ عقود، يعملون في سائر المرافق الاقتصادية والاجتماعية. وطبقا لما نقلته وكالات الأخبار الإسبانية "أوروبا بر يس" فإن "ماس" اعتبر في بلاغ صحافي، الحكم الذاتي المطبق في إقليم "كاتالونيا" نموذجا، رغم بعض النواقص، يمكن أن يكون صالحا للأخذ به وتطبيقه في الأقاليم الجنوبية المغربية. وأعرب "ماس" وهو ينتمي إلى حزب "الوحدة والوئام" الكاتالاني، عن أسفه لتعثر المفاوضات المباشرة بين المغرب وجبهة البوليساريو بخصوص الصحراء التي ترعاها الأممالمتحدة، مبرزا أنه مسار يجب إن لا يتوقف. وفي نفس السياق، أشاد رئيس الحكومة المستقلة، بالعلاقات الاقتصادية والتجارية القائمة بين المغرب والإقليم الإسباني والتي تمتد لسنوات، وتشمل على الخصوص قطاعات السياحة والصناعة حيث يستثمر عدد كبير من رجال الأعمال والمال في المغرب، مبرزا رغبة الإقليم في تطوير وتنويع علاقات التعاون المشترك بين الطرفين. وتطرق الجانبان كذلك إلى الأوضاع السياسية السائدة حاليا في مشرق العالم العربي ومغربه، حيث بدا حرص الجانب الكاتالاني على معرفة حقيقة الأوضاع. يذكر أن تجربة الحكم الذاتي المطبق في الإقليم الإسباني، شكلت إحدى النماذج التي اعتمدها الخبراء القانونيون المغاربة إذ استوحوا منها الكثير من المبادئ أثناء صياغة مشروع الحكم الذاتي المعروض حاليا على أنظار المنتظم الدولي. وتجدر الإشارة كذلك إلى أن الحزب الحاكم حاليا في "كاتالونيا" بعد فوزه في الانتخابات المحلية الأخيرة على حساب الحزب الاشتراكي العمالي، معروف بمواقفه الودية والمتفهمة حيال القضايا المغربية العادلة، بل إن زعيمه التاريخي "جوردي بوجول" وصل به الحد إلى تأييد المغرب في مطالبه التاريخية باستعادة مدينتي سبتة ومليلية المحتلتين وكذلك في رفضه تجديد اتفقا الصيد البحري بالقوة كما وقف نفس الحزب إلى جابب المغرب أثناء الأزمات التي نشبت في الماضي بين البلدين في عهد الحكومات التي رأسها الحزب الشعبي اليميني وخاصة في ظل رئيسه السابق خوصي ماريا أثنار. وعل الرغم من أن حزب "وحدة ووئام" كان شريكا مكملا لأغلبية الحزبين الاشتراكي أو الشعبي في البرلمان، فإنه في علاقاته مع الخارج يحرص على مصالح الإقليم الراغب في مزيد من الاستقلال عن الحكومة المركزية في مدريد. ويشكل تأييد المغرب مجددا، نكسة لجبهة "البوليساريو" التي نالت في الماضي سندا ماديا ومعنويا مهما في إقليم "كاتالونيا" حيث استفادت الجبهة الانفصالية من تأييد قوى اليسار المتطرف والجمهوري المعروف بمواقفه التي تسير عكس رياح الحكومة المركزية في مدريد. إلى ذلك، اجتمع الوزير اليازغي، في مدينة برشلونة مع رئيسة البرلمان المحلي "نوريا جيبسربيت" وعمدة المدينة "جوردي هيرو". يشار إلى أن الحكومة الاشتراكية السابقة وافقت وساعدت على بناء أكبر مركب ثقافي في برشلونة، لفائدة الجالية المغربية المستقرة بالإقليم والتي تمتاز بحسن علاقاتها مع السكان.