بعد 26 عاما من الإغلاق، تحولت سينما قديمة في شارع الزهراء بمدينة القدس إلى مركز ثقافي يشع بالحيوية والنشاط بفضل وكالة بيت مال القدس الشريف، التي ساهمت بالنصيب الأكبر في تمويل مشروع "يبوس الثقافي"، على بُعد أمتار من أسوار البلدة القديمة للمدينة المقدسة. وذكرت رانيا إلياس، مديرة المركز إنه عرفانا لدور المملكة المغربية في تمويل مشروع إعادة البناء والتأهيل والتجهيز، فقد قررت إدارة المركز إطلاق اسم "مراكش" على إحدى القاعات المتعددة، التي تتسع لمائة مقعد، وتم تجهيزها لإقامة المعارض والعروض الفنية والموسيقية وتداريب الدبكة. وافتتحت "سينما القدس"، التي جُهزت بأحدث المعدات، نهاية الأسبوع الماضي بعرض فيلمين فلسطينيين للمخرجين إيناس المظفر وأحمد حبش، لتستعيد الدار أمجادها بعد إغلاق استمر منذ اندلاع الانتفاضة الأولى عام 1987، في انتظار افتتاح القاعتين المغلقتين. وكانت وكالة بيت مال القدس الشريف قد اعتمدت في 3 يونيو 2010 مشروع إعادة تأهيل مركز يبوس الثقافي ورصت لذلك غلافا ماليا ناهز مليون و60 ألف دولار لتمويل أشغال التهيئة وتطوير المبنى. وخصصت الوكالة جزءا من هذا الغلاف المالي المهم لتوريد لوحات الكهرباء وحدات الإنارة اللازمة لجميع مرافق المركز وتوفير معدات وأدوات المطبخ الرئيسي والكافتيريا والمقصف. وساهمت جهات أخرى من بينها فرنسا وبلجيكا وسويسرا والنرويج وحكومة الشارقة ومؤسسات فلسطينية مختلفة في تمويل الجزء المتبقي من المشروع على مساحته ألف متر مربع، ليصبح فضاء مناسبا تتوافر فيه كل الشروط اللازمة لتنفيذ المشاريع والبرامج الثقافية في المدينة. وأكدت مديرة المركز إن السينما، التي أعيد افتتاحها ستُعيد الحياة للقدس الشرقية، لما أصبحت تشهده من تزايد في أعداد الرواد يوميا، الذين يكتشفون المركز بمختلف فضاءاته وخدماته. وقالت إلياس إن التحدي الأكبر بعد الافتتاح هو الحفاظ على هذا المشروع والحرص على استمراره، وبذل المجهود لتأمين النفقات المالية الضرورية لتسييره، اعتبارا لقيمة العمل الثقافي، الذي "نستمد منه القوة في مواجهة سياسات التهجير والطرد والتهويد".