قدم مساء أمس بمسرح محمد الخامس، عرض ل "أرضي تعرفني"، وهو فيلم وثائقي جديد من إخراج ربيع الجوهري، عن قصة المناضل الصحراوي مصطفى سلمى، الذي اختطف طفلا سنة 1979، إلى مخيمات تيندوف في عملية عسكرية نفذتها البوليساريو. وحين اشتد عوده، بعد أن أصبح شابا، وعاد في زيارة إلى بلده اكتشف الحقيقة، وزيف إدعاءات الجبهة الانفصالية، سارع إلى الجهر بالتعبير عن رأيه،بتأييد للحكم الذاتي، مما أثار غضب جبهة البوليساريو الانفصالية ضده. وبلغ الأمر حد منعه من العودة إلى أهله وأسرته في مخيمات تيندوف، بل والتنكيل به من جديد وتعذيبه، قبل إطلاق سراحه. كل ذلك المسار النابض بالتشبث بالأرض، الذي عاشه مصطفى سلمى ولد سيدي ميلود، استعرضه هذا الفيلم الوثائقي على امتداد 90 دقيقة، جعلت الحاضرين يتابعون باهتمام كبير تطور قضيته،كمواطن مغربي اختار سبيل المواجهة من أجل قول الحقيقة كما يؤمن بها، رغم ماتكلفه من متاعب وتضحيات مازالت تداعياتها مستمرا حتى الآن. مخرج الفيلم الفنان الجوهري، عبر في تصريح له عن إعجابه بصمود مصطفى سلمى ولد سيدي ميلود، وب"مواقفه وشجاعته"، ولذلك بادر إلى إخراج هذا العمل الوثائقي الجديد، الذي يتضمن جوانب سياسية وتاريخية، ترتبط بملف الصحراء المغربية. يذكر أن شريط "أرضي تعرفني" يعتبر بمثابة جزء ثان للفيلم الوثائقي "تندوف، قصة مكلومين"، الذي أخرجه الجوهري سنة 2007، واشتمل على شهادات حية على ألسنة بعض أسرى البوليساريو.