من المنتظر ان يقدم في الأيام المقبلة المخرج المغربي الشاب ربيع الجوهري العرض ما قبل الأول لفيلمه الوثائقي الجديد "أرضي تعرفني" الذي جاء "كإعادة لكتابة أعمال أوروبية تناولت قضية الصحراء المغربية بطريقة متحيزة و متنكرة لعنصر التاريخ و الإنسان، و مغيبة لحقائق كثيرا ما غضت هذه الأعمال عنها الطرف، كحقيقة أصول العديد من قادة البوليساريو المنحدرين من الجزائر و موريتانيا و دول أخرى" . كما أتى الفيلم حسب بلاغ توصلت أون مغاربية بنسخة منه ليسائل الصورة الإعلامية الغربية التي تقلب الحقائق و تلعب بهوية الملايين من المغاربة في محاولة طمس هذه الهوية تحت شعارات عرقية، هي في حد ذاتها محط تمحيص، خصوصا و أن الفيلم يفند بالدليل التاريخي الأطروحة القائلة بأن لا علاقة لسكان الصحراء ببقية سكان المغرب... فكان الفيلم الأول من نوعه الذي حاور الإسبان و البوليساريو لتسليط الضوء على صراع مفتعل دام أزيد من 35 سنة ... وتدور تفاصيل الفيلم حول قصة المناضل الصحراوي "مصطفى سلمى ولد سيدي مولود" الذي اختطف طفلا سنة 1979 في عملية عسكرية قامت بها البوليساريو بمساعدة جزائر بومدين و ليبيا القذافي، ثم يسرد الفيلم عملية غسل الدماغ و محاولة تكريه مصطفى في بلده، و كيف قاومت عائلته كل العقبات الصعبة إلى أن عبر مصطفى عن دعمه موقف "الحكم الذاتي"، و ما جلب عليه هذا الرأي من ارتكاب تجاوزات بحقه من طرف البوليساريو و الجزائر... الفيلم كذلك يتقاطع كثيرا مع فلسفة "السينما الغير المكتملةImperfect Cinema " و "السينما الثالثةThird Cinema " في طريقة التصوير التي لم توظف آليات متطورة، بل تم الاعتماد، غير ما مرة، على صور بالهاتف النقال و على اليوتوب و فيديوهات غير محترفة، لتوصيل الحقيقة كما هي و ضمان عدم إضاعتها وسط جماليات مصطنعة تساهم في إخفاء الحقيقة لا في تقريبها للمشاهد. و قد تأثر المخرج في طرحه هذا بالمفكر الفرنسي جون بودغياغ الذي فسر كيف تساهم الصورة في إخفاء الحقيقة بسبب ما تستعمله من عرض مفخم و مضخم للحقيقة Hyper reality، كما اقترب طرح المخرج كثيرا من الفكر ما بعد الكولونيالي، الذي كان رائده المفكر العالمي إدوارد سعيد، و ذلك بمقاومة نظرة إعلامية اسبانية متعالية قدمت، تاريخيا، صورة المغرب بطريقة مغرضة.