أكد صالح الدين مزوار، رئيس حزب التجمع الوطني للأحرار، اليوم السبت، بالرباط أن المغرب دخل مرحلة تناوب ديمقراطي حقيقي بعد تجربة التناوب التوافقي. وأوضح مزوار في كلمة ألقاها خلال اجتماع اللجنة المركزية للحزب، أن التجمع كان أمام اختيارين، "إما العمل على إنجاح هذا المسار والاستمرار في بناء تجربتنا السياسية الجديدة أو خلط الأوراق والعودة إلى +الموقف+ وانتظار ما سيجود به الآخرون". وأوضح أن الحزب اختار المعارضة، على اعتبار أن "صناديق الاقتراع اختارت أن تضعه في المعارضة رغم التقدم الذي أحزه في الانتخابات الأخيرة" مبرزا صواب المنحى الذي اختاره الحزب منذ محطة مراكش، والذي مكنه من التوسع على مستوى القاعدة الناخبة "بعدما اختار العمل على أرضية مشروع وتموقع سياسي واضحين". وأوضح مزوار أن نتائج الانتخابات أسست فعلا لتحولات متتالية مست العديد من المستويات، مشيرا إلى أن أبرزها كان "سقوط التحالفات القائمة بمختلف أنواعها، خاصة التحالف الديمقراطي الذي نشأ قبل فترة والكتلة الديمقراطية التي نشأت قبل عقدين من الزمن". وشدد رئيس التجمع على أن "من أهم ما جاءت به هذه التطورات أثناء وبعد تشكيل الحكومة لا تساعد على كثير من التفاؤل،" معتبرا أن الربيع العربي كان له تأثيره الواضح في نتائج الانتخابات الأخيرة من خلال صعود القوة السياسية المحافظة. وبعد أن أبرز مزوار أن الواقع أكد قدرة الحزب على تقديم بديل في ما يخص تصور المستقبل وترجمته إلى برنامج انتخابي واقعي، اعتبر أنه بإمكان الحزب تعزيز صفوفه وإحراز تقدم على مستوى الانفتاح والاستفادة من دروس المحطة الانتخابية الأخيرة قصد الاستمرار في تأهيل نفسه كبديل في المحطات المقبلة. وأكد مزوار ضرورة استعداد الحزب لمحطة الانتخابات الجماعية والجهوية، والتي قال إنها ستكون حاسمة في التركيبة المؤسساتية المقبلة، داعيا أعضاء الحزب إلى الحضور القوي في هذه الانتخابات، والعمل على توسيع القاعدة الانتخابية من أجل تحقيق حجم الحضور الذي يناسب طموحات التجمع "شكلا ومضمونا" وتأهيله لمواكبة متطلبات المواطنين في ظل ظروف عالمية ومحلية مشوبة بالكثير من المخاطر".