الرباط " مغارب كم" "و م ع" قال صلاح الدين مزوار، رئيس حزب التجمع الوطني للأحرار، إن هناك مسؤولية تاريخية على المجتمع والفاعل السياسي لتكون استحقاقات 25 نوفمبر محطة لفتح مرحلة جديدة لترسيخ الديمقراطية وتقوية دينامية النمو وتحقيق المزيد من العدالة الاجتماعية والمجالية. وأضاف مزوار، في حديث لوكالة الأنباء المغربية في أفق الانتخابات التشريعية المقبلة التي يخوضها حزبه في إطار التحالف من أجل الديمقراطية أن أهمية هذه الاستحقاقات ترتبط بالتطور والتحولات التي يعرفها العالم منذ اندلاع الأزمة المالية والاقتصادية التي كانت لها انعكاسات تجسدت في حراك سياسي واجتماعي، لا يهم البلدان العربية فحسب، وإنما بلدانا أخرى بما فيها الاقتصاديات الصاعدة والمتقدمة. وفي هذا الصدد، أكد مزوار، أن المغرب عرف من وجهة نظره كيف يجيب على التحولات التي يشهدها العالم وأوضح مزوار إن المجتمع المغربي عرف تطورات كبيرة مرتبطة بالدينامية التي يعيشها انطلاقا من التحول السياسي الذي عرفته المملكة سنة 1998، وصولا إلى عهد الملك محمد السادس، سياسيا واجتماعيا واقتصاديا. وذكر أن المغرب تعامل من خلال هذه التراكمات مع الواقع. وبخصوص تحالف حزبه ضمن" مجموعة الثمانية" أشار مزوار إلى أن المبادرة جاءت من منطلق المسؤولية والاقتناع بأن الفاعل السياسي يجب أن يساير روح الدستور ومتطلبات المجتمع، وأن يرقى بالعمل السياسي إلى مستوى أكثر تقدما ينسجم مع التحولات على المستويين الداخلي والخارجي. وأبرز أن هذا التحالف يتوخى وضع حد للبلقنة السياسية واستعادة ثقة الناخب في العملية السياسية برمتها، منبها إلى أن المواطن المغربي، بفعل التحولات الأخيرة، لم يعد يتعامل مع الفاعل والمؤسسات السياسية بنفس المنطق. وأكد أن " التحالف ليس موجها ضد تيار معين"، وأن مكونات المجموعة اختارت التحالف "من أجل الديمقراطية وليس ضد تحالف آخر، فنحن نحترم كثيرا باقي مكونات الساحة السياسية، ونتطلع إلى العمل بجانبها". وبعدما دعا إلى تجنب القراءات "السطحية والكلاسيكية" للتحالف والتي ساهمت في الإبقاء على تشرذم المشهد السياسي، سجل أن التموقع السياسي للتحالف هو "وسط يسار" وقال مزوار أن مكونات التحالف تؤكد على أن ما يجمعها أولا هو مصلحة الوطن والدفاع عن الثوابت والعمل على تقوية المؤسسات والخيار الديمقراطي. وأضاف إن برنامج التحالف يقوم على ما أسماه الثقة والكرامة وتحقيق الازدهار الاقتصادي في إطار التشبث بالثوابت والهوية، موضحا أن التحالف سيعمل على تقوية الثقة في المؤسسات وتعزيزها وتشجيع المواطن على العمل التنموي والتفاعل مع المؤسسات. وتعني الكرامة، كل ما هو مرتبط بالمواطن، على مستوى التعليم والصحة والسكن، مبرزا أن البرنامج يتضمن كل ما هو مرتبط بالتنمية القروية والمناطق الجبلية، على اعتبار أنه "لن تكون هناك عدالة اجتماعية دون عدالة في ما يخص التنمية المجالية. وفي ما يرتبط بالازدهار الاقتصادي، أضاف رئيس التجمع الوطني للأحرار أن البرنامج يشمل مجموعة من الأهداف والأولويات المرتبطة بتقوية الاقتصاد وتنويعه وبالتوازنات، وبالتنمية المجالية والتشغيل والتمويل والتوازنات الماكرو اقتصادية. ومضى قائلا إذا وجد التحالف نفسه في المعارضة، فإنه سيشتغل في إطار المؤسسات وسيقوم بدوره كمعارضة، معتمدا على هذا البرنامج الذي التزم به إزاء المواطن. في نفس السياق ، أكد مزوار أن دينامية النقاش الآن ومدى اهتمام المواطنين بالشأن السياسي، تؤكد أن نسبة المشاركة ستكون متميزة، مشددا على "أننا كتحالف سنتحمل مسؤوليتنا في تعبئة المواطنين وإقناعهم بالمشاركة"، ليخلص إلى أنه من غير الصحي أن يكون المغاربة قالوا كلمتهم بالمشاركة القوية للتصويت على الدستور، وأن يتغيبوا عن أول عملية لتنزيل مقتضياته.