أكد يوسف العمراني، الوزير المنتدب لدى وزير الشؤون الخارجية والتعاون، اليوم الأربعاء بالرباط، أن المغرب عازم على جعل شراكته مع إفريقيا مثالا للحكامة المتجددة في المنطقة. وأبرز العمراني، في كلمة له، خلال افتتاح منتدى الرباط حول "تحديات الاندماج الجهوي الإفريقي"، أن المملكة عازمة على القيام مع شركائها الأفارقة باسكتشاف كل الفرص والإمكانات المتاحة من خلال آليات مبتكرة، لجعل هذه "الشراكة مثالا للحكامة المتجددة بالمنطقة تجعل العنصر البشري في صلب اهتماماتها وترتكز على مجموعة من المحددات أهمها خلق الثروات وتعزيز النمو". وقال في هذا الصدد، إن "العمل الخارجي للمغرب بإفريقيا يظل من الأولويات المرسومة في الأجندة الدبلوماسية لبلادنا"، مشيرا الى أن هذا العمل، الذي يندرج ضمن رؤية "ديناميكية ومتجددة"، "يتعين تطويره بناء على التحولات التي تعرفها القارة الافريقية والمصالح المشتركة". وذكر في هذا السياق، أن المغرب يساهم في عدة مشاريع تنموية بإفريقيا، لاسيما في المجالات المرتبطة بالكهربة، وتدبير الموارد المائية، والبنيات التحتية الأساسية، والصحة. وأكد العمراني أن تقوية روابط التعاون المغربي-الافريقي يحيل على إرادة المغرب لتبني رؤية "إستراتيجية متجددة" للشراكة جنوب-جنوب، تتماشى مع تحولات ورهانات القارة الافريقية، والتي تندرج في ديناميكية الانفتاح. وأشار الوزير الى أن المنظمات الاقليمية بإفريقيا تمثل "دعامة أساسية لاشاعة الديمقراطية، والاندماج الاقتصادي للمنطقة والعمل الدؤوب لإرساء المؤسسات بالقارة". وفي هذا الصدد، أبرز أن السلام والاستقرار يظلان "شرطين لازمين من أجل تنمية بلدان الفضاء الساحلي- الصحراوي "، مذكرا بالمبادرات التي اتخذها المغرب لفائدة التنمية والحفاظ على السلم والاستقرار بالقارة الإفريقية. وأكد العمراني أن دخول المغرب، منذ فاتح يناير الجاري ، الى مجلس الأمن كعضو غير دائم عن القارة الإفريقية، يعتبر تجليا آخر للدور الذي التزم به المغرب والمتمثل في الدفاع عن مصالح القارة التي ينتمي إليها. ومن جهته، أبرز رئيس الطوغو ورئيس الاتحاد الاقتصادي والنقدي لغرب افريقيا، فور إسوزيمنا غناسينبي، أن العوائق التي تواجه جهود الاندماج الافريقي تتطلب مزيدا من الابداع والجرأة والبراغماتية. وحث الرئيس الطوغولي، في رسالة الى منتدى الرباط، على تثمين إمكانات القارة بالاعتماد على القطاعين العام والخاص، والمجتمع المدني والمنظمات المهنية، بهدف تحقيق "حلم" الاندماج في المجالات الرئيسية كالتجارة والتربية والثقافة مشيدا في هذا الصدد، بالجهود التي قام بها صاحب الجلالة الملك محمد السادس من أجل الوحدة الإفريقية، و"النهوض بقيم الديمقراطية والتنمية". ويشكل منتدى الرباط، الذي نظم من طرف مجلس التنمية والتضامن، تحت رعاية العاهل المغربي الملك محمد السادس، مناسبة لمناقشة العديد من المواضيع التي تتعلق بشكل خاص بالاستثمار والاندماج الاقتصادي في إفريقيا فضلا عن شروط التقارب المالي ودور وسائل الإعلام في مسلسل الاندماج.