أكد سعد الدين العثماني، وزير الخارجية والتعاون المغربي، اليوم الاثنين بالجزائر، أن تجاوز المعوقات التي تقف في وجه تطوير العلاقات بين المغرب والجزائر تعد بالنسبة لبلاده "أولوية الاولويات". وقال الوزير المغربي في ندوة صحفية مشتركة نشطها مع وزير الشؤون الخارجية مراد مدلسي في أعقاب محادثاتهما "نعتبر ان تجاوز معوقات تطوير العلاقات السياسية والاقتصادية على جميع المستويات بين المغرب والجزائر هي أولوية الأولويات بالنسبة لنا". ومن جهته، أكد مراد مدلسي، وزير الشؤون الخارجية الجزائري، أن الجزائر تفضل معالجة مسألة فتح الحدود بين الجزائر والمغرب ضمن "نظرة شاملة". وقال مدلسي في نفس الندوة الصحافية المشتركة مع وزير الشؤون الخارجية للمملكة المغربية، سعد الدين العثماني، وذلك في رد على سؤال حول إمكانية فتح الحدود بين البلدين، أن "الحكومة الجزائرية تعتقد ان تطوير العلاقات مع المغرب من الاولويات التي تعالج بصفة منسجمة وكاملة" مشيرا إلى أن الجزائر تفضل معالجة الاولويات بما فيها الحدود في إطار "نظرة شاملة"،حسب تعبيره. إلى ذلك،أكد وزير الخارجية الجزائري مدلسي اليوم الاثنين أن الجزائر تحذوها رغبة كبيرة للنهوض بالعلاقات مع المغرب في مختلف المجالات، و ذلك خلال كلمة ألقاها أثناء المباحثاث التي أجراها مع نظيره المغربي العثماني. وأوضح مدلسي أن هذه الرغبة تعد تنفيذا للتوجيهات السامية للرئيس عبد العزيز بوتفليقة والملك محمد السادس الداعية إلى بناء "علاقات تعاون جادة ومتينة ومثمرة خدمة لمصالح شعبينا وبلدينا الشقيقين". وأضاف مدلسي يقول "سنعمل سويا على إجراء تقييم موضوعي للزيارات المتبادلة لأعضاء الحكومة في البلدين التي شرعنا فيها منذ بداية سنة 2011" مضيفا أن هذه الزيارات حققت نتائج إيجابية توجت بالتوقيع على عدة اتفاقيات ومذكرات تفاهم تهدف إلى ترقية وتدعيم العلاقات الثنائية". كما أشار مدلسي إلى الرغبة التي تحذو الطرفين لتكريس سنة التشاور والتنسيق والحوار المستمر بين الجزائر والمملكة المغربية حول المسائل ذات الاهتمام المشترك. وأضاف مدلسي من جهة أخرى مخاطبا نظيره المغربي بالقول : "إن زيارتكم تأتي في سياق التحولات والتطورات التي شهدتها منطقة المغرب العربي وهو ما يدعونا إلى ضرورة العمل سويا من أجل تفعيل مؤسسات وهياكل اتحاد المغرب العربي وتكريس مفهوم التكامل والاندماج الاقتصادي بين الدول المغاربية". وأكد في نفس السياق على ارتباط مصالح دول الاتحاد بهذ المشروع الحضاري الذي ظل على الدوام يراود مختلف الأجيال. وجاء في كلمة مدلسي أيضا أنه في ظل واقع تنامي التجمعات الجهوية والدولية "فإننا نتطلع إلى تدشين مرحلة جديدة من العمل المغاربي المشترك ونسعى إلى مواصلة التنسيق حول قضايانا المشتركة والانشغالات التي تهمنا في محيطنا المغاربي والعربي والمتوسطي". وكان رئيس الدبلوماسية المغربية قد حل في وقت سابق اليوم بالجزائر في زيارة له تستغرق يومين بدعوة من مراد مدلسي تندرج في اطار تعزيز علاقات الأخوة والتعاون بين الشعبين الشقيقين. وابرز المسؤول المغربي في تصريح ادلى به لدى وصوله الى الجزائر أهمية "تفعيل" التعاون بين البلدين في "برامج عملية ميدانية" مضيفا ان زيارته تاتي في اطار "الإرادة المشتركة" بين البلدين للاستفادة من الظروف الاقليمية والدولية الحالية ل"بعث ديناميكية قوية في العلاقات الثنائية وتمتينها وتعميقها أكثر".