الرباط "مغارب كم": محمد بوخزار أفشلت عناصر الدرك الملكي المغربي والحرس المدني الإسباني، صباح اليوم الجمعة، محاولة قام بها حوالي 60 مهاجرا سريا إفريقيا من دول جنوب الصحراء، حاولوا الدخول إلى مدينة سبتة المغربية المحتلة، عن طريق البحر. واستعمل المتسللون لباسا مطاطيا واقيا من الماء إضافة إلى عجلات سيارات لمساعدتهم على السباحة وكل الوسائل التي تبقي أجسامهم طافية فوق الماء. وقالت وكالة" إيفي" الإسبانية إن الدرك الملكي المغربي قصد المنطقة الفاصلة بين التراب الوطني والمدينة المحتلة، خشية تكرار محاولة التسلل الأخيرة التي مكنت حوالي 46 مهاجرا سريا من جنوب الصحراء من الوصول إلى سبتة يوم الأربعاء الماضي، مستعملين نفس الأدوات التي ضبطت بحوزتهم في عرض الشاطئ. ويلاحظ في هذا الصدد أن الجانب المغربي ما زال وفيا للاتفاقات المبرمة بين البلدين وخاصة مع الحكومة الاشتراكية، في مجال محاربة الهجرة السرية التي تتخوف منها إسبانيا حاليا بشكل أقوى من الماضي بالنظر إلى عمق الأزمة الاقتصادية التي تجتازها البلاد ما حمل عددا من المغاربة إلى العودة إلى بلادهم ريثما ينتعش الاقتصاد الإسباني. واعتبر مراقبون أن المغرب، بتصديه للهجرة السرية القاصدة التراب الإسباني، يعطي إشارات حسن النية إلى السلطات الجديدة التي ستحكم إسبانيا لولاية تمتد أربع سنوات في ظل الحزب الشعبي اليميني الذي عرف أزمات كثيرة مع المغرب سواء وهو في السلطة أوفي المعارضة. وكان الحزب الإسباني الذي لم يشكل بعد الحكومة الجديدة قد أعطى من جانبه عددا من الإشارات المطمئنة للمغرب من كون علاقات المستقبل ستحكمها المصلحة المشتركة وليس خلافات الماضي، وهو ما أكده مسؤولون اشتراكيون من الحكومة المنتهية ولايتها بينهم وزيرة الخارجية، ترينيداد خيمينيث، التي زارت المغرب قبل الانتخابات التشريعية التي جرت في بلادها يوم العشرين من الشهر الماضي، والوزيرة على يقين من أن الحزب الاشتراكي العمالي لن يحصل على الأغلبية التي تمكنه من الاستمرار في السلطة التي أمضى فيها حوالي ثماني سنوات. وفي هذا السياق تحاول جبهة البوليساريو الداعية الانفصال الصحراء عن المغرب، مغازلة الحكام الجدد في مدريد عبر النفخ في المواقف السابقة للحزب الشعبي والإشادة بها حيال نزاع الصحراء، منتقدين أي البوليساريو، ما وصفوه بانحياز الاشتراكيين المطلق إلى المغرب بل ذهبوا إلى القول أنهم أيدوا مخطط الحكم الذاتي الذي اقترحه المغرب في وقت سابق كإطار حل دائم لنزاع الصحراء. وفي انتظار الإعلان عن الحكومة الإسبانية الجديدة ، لم يعلن الحزب الشعبي عن موقف ما حيال الخلاف الذي يباعد بين المغرب وجبهة البوليساريو، ولا شك أن الجانب الإسباني سيعيد تكرار المواقف التقليدية التي تبنتها مدريد وهي حل تفاوضي بين طرفي النزاع في إطار الشرعية الدولية. ولا يعرف ما إدا كانت حكومة اليمين الإسباني، ستقوم ببذل مساعي وساطة لإقناع الجزائر بتليين موقفها من نزاع لم يعد له معنى في ظل التقلبات والأزمات التي تجتاح عددا من الدول بما فيها منطقة المغرب العربي، بل إن الوضع الإقليمي الجديد قد يساعد الدبلوماسية الإسبانية الجديدة على تحقيق ما لم يتوصل إليه مع الجزائر خصومهم الاشتراكيون. تجدر الإشارة في هذا السياق إلى الرسائل الودية المتبادلة في المدة الأخيرة بين الجزائروالرباط، وحديث متواتر عن فتح وشيك للحدود البرية بين البلدين، خاصة والمغرب يتهيأ لتشكيل حكومة جديدة حرص رئيسها المكلف عبد الإله بنكيران، على وصف الجزائر بالشقيقة وأنه سيبذل كل الجهود من أجل الارتقاء بالعلاقات الثنائية إلى المستوى المطلوب.