"الشرق الأوسط" الرباط: حاتم البطيوي افتتح عبد الإله بن كيران، رئيس الحكومة المغربية الجديد، مساء أمس، في الرباط، مشاورات تشكيل حكومته، باللقاء مع عباس الفاسي، رئيس الحكومة المنتهية ولايتها، والأمين العام لحزب الاستقلال، الذي حل في الرتبة الثانية في اقتراع يوم الجمعة الماضي (60 مقعدا)، وفق ما قالته مصادر حزبية متطابقة ل«الشرق الأوسط»، التي علمت أن الرئيس بن كيران سيواصل مشاوراته اليوم مع عبد الواحد الراضي الأمين العام لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية (39 مقعدا)، ومحمد نبيل بن عبد الله الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية (18 مقعدا). ولم يحدد مصدر مقرب من بن كيران مكان انعقاد المشاورات، واكتفى بالقول: «إما في منزله أو في مقر الحزب». إلى ذلك، اجتمعت الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية بقيادة بن كيران طيلة يوم أمس لبحث منهجية المفاوضات والعروض التي سيقدمها الحزب لحلفائه المحتملين، وتصورها لهيكلة الحكومة المقبلة، وعدد الحقائب الوزارية التي ستشملها. وقال مصدر مطلع في حزب الاستقلال ل«الشرق الأوسط»، إن أحزاب الكتلة الديمقراطية تنتظر العروض التي سيقدمها رئيس الحكومة الجديد للأحزاب الثلاثة لتتخذ قرارها مشتركة، مشيرا إلى أن حزبه ينتظر من الأطراف الأخرى أن تقتنع بالمشاركة في حكومة بن كيران، وذلك في إشارة إلى حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية الذي خيمت على أجوائه خطاب الالتحاق بالمعارضة. وبخصوص موقف كريم غلاب وزير النقل والتجهيز وعضو اللجنة التنفيذية لحزب الاستقلال، وعادل الدويري عضو اللجنة المركزية، ووزير السياحة الأسبق، بشأن معارضتهما مشاركة الحزب في حكومة «العدالة والتنمية»، فإن موقفهما هو موقف معزول، باعتبار أنهما ليس لهما ثقل داخل الحزب، رغم أنهما يعتبران من كوادر الحزب ذات الكفاءة والمهمة. ويرى المراقبون أن غلاب والدويري أراحا الحزب من مسألة استيزارهما ما داما أعلنا منذ البداية عن معارضتهما المشاركة في حكومة بن كيران. بيد أن مصدرا آخر في الحزب قال ل«الشرق الأوسط»: «هناك من يستبق الأحداث لجعل اسمه رائجا في بورصة التعيينات المتعلقة بالحكومة المنتظرة». وما زال حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية يشكل عقدة يصعب فكها، وينتظر المراقبون باهتمام شديد ما سينتج عن لقاء بن كيران - الراضي، ففي ضوئه ستبرز المعالم الحقيقية لمكونات الحكومة الجديدة، هذا دون نسيان أن اتخاذ قرار المشاركة من عدمها يظل غير ممكن دون الحصول على اعتماد من اللجنة المركزية لحزب القوات الشعبية. من جهة أخرى، هنأ وزير الخارجية والتعاون الفرنسي، ألان جوبيه، أمس، الرئيس بن كيران، معربا عن رغبة فرنسا في العمل بشكل وثيق مع المغرب على طريق التنمية والتقدم. وذكر برنار فاليرو، الناطق باسم وزارة الشؤون الخارجية الفرنسية، أن جوبيه أعرب، في اتصال هاتفي عن «تمنياته بالنجاح» لبن كيران عقب، تعيينه على رأس الحكومة المغربية أول من أمس الثلاثاء من قبل الملك محمد السادس. وأضاف فاليرو أن رئيس الدبلوماسية الفرنسية عبر عن «رغبة فرنسا في العمل بشكل وثيق مع المغرب على طريق التنمية والتقدم». وأشار فاليرو إلى أن جوبيه أعرب، خلال هذا الاتصال أيضا، عن عزمه التوجه قريبا إلى المغرب، وأن بن كيران أكد أنه سيكون سعيدا باستقباله. وبدوره، أشاد وزير الخارجية الألماني، غيدو فسترفيلي، بالانتخابات التشريعية التي جرت في المغرب يوم الجمعة الماضي، وتصدر نتائجها حزب العدالة والتنمية، معتبرا إياها «جزءا مهما من مسلسل الإصلاح بالمغرب». وقال متحدث بوزارة الخارجية إن فسترفيلي، أشاد بالانتخابات التي جرت في جو من «النظام والهدوء»، معتبرا أن هذه الاستحقاقات تشكل «جزءا مهما من مسلسل الإصلاح بالمغرب نحو مزيد من المشاركة السياسية واستقلال المؤسسات وتعزيز سلطاتها». ونقل المتحدث عن فسترفيلي تأكيده على استعداد الحكومة الألمانية، على المستوى الثنائي وفي إطار الاتحاد الأوروبي، للمضي في دعم مسلسل الإصلاح في المغرب.