كشفت دراسة للمعهد الوطني للصحة العمومية عن تزايد أخطار الوفيات بسبب ارتفاع نسبة الكولسترول لدى شريحة واسعة من الجزائريين جراء النظام الغذائي وقلة الحركة ومشاهدة التلفزيون لفترات طويلة، مما تسبب في إصابة 51 بالمائة من المواطنين بالسمنة التي وضعها المختصون في دائرة الأمراض المزمنة التي يجب مكافحتها والحذر منها. * وفي هذا الإطار، بيّنت الدراسة التي أعلنت عنها الجمعية الجزائرية لطب القلب بمناسبة مؤتمرها السنوي، أن 66 بالمائة من النساء الجزائريات يعانين من السمنة وارتفاع متزايد في نسبة الكولسترول، في حين يعاني 40 بالمائة من الرجال من هذه المضاعفات التي ساهمت في انتشار الكثير من الأمراض القاتلة، على غرار ارتفاع ضغط الدم الذي بات من أكثر الأمراض المنتشرة، خاصة لدى الكهول والمسنين وحتى الشباب، حيث يلازم هذا المرض، الذي أطلق عليه المختصون اسم »القاتل الصامت« 36 بالمائة من الجزائريين وترتفع النسبة ل50 بالمائة عند المواطنين الذين تزيد أعمارهم عن 55 سنة. وبالنسبة لتنامي أمراض ارتفاع نسبة الكولسترول في الدم بينت الدراسة أن جزائريا من أصل ستة يعاني من هذا المرض الذي أصاب أزيد من مليون ونصف مريض، وترتفع نسبة الإصابة بالداء إلى 30 بالمائة عند المسنين الذين تزيد أعمارهم عن 65 سنة. وحذرت الدراسة من تنامي أمراض القلب التي يعاني منها 40 بالمائة من الجزائريين من مختلف الشرائح. الأغذية الصناعية والتلفاز المسؤول الأول عن السمنة وكشفت الدكتورة زهراء كمالي، رئيسة أمراض الغدد بالمستشفى المركزي للجيش محمد الصغير نقاش، أن الصناعات الغذائية هي المسؤول الأول عن ارتفاع نسبة الإصابة بالسمنة في الجزائر. وأكدت أن الابتعاد عن الأنظمة الغذائية التقليدية والإقبال المفرط على الأنظمة العصرية الغربية، ساهم بشكل واسع في ارتفاع نسبة السمنة. في حين وجه مختصون أصابع الاتهام للتلفزيون، معتبرينه من أكثر مسببات السمنة عند الأطفال. وأرجعت المختصة أسباب الارتفاع المفرط للوزن إلى انتشار واستهلاك المواد الغذائية المصنعة الغنية بالدهون والسكريات والملح والفقيرة من الألياف. ووصفت الإصابة بالسمنة ب»القنبلة الموقوتة« التي تتهدد العديد من دول العالم، خاصة أن الزيادة في الوزن تتسبب في العديد من الأمراض الخطيرة المزمنة، من بينها أمراض القلب وداء السكري والإصابة بالكولستيرول وارتفاع ضغط الدم الشرياني. وأشارت المختصة، استنادا إلى 1432 دراسة أنجزت عبر العالم، أن الزيادة في الوزن شهدت ارتفاعا مذهلا بمنطقة الشرق الأوسط والشمال الإفريقي، معتبرة أن العنصر النسوي أكثر عرضة لهذا المرض من الرجال، إضافة إلى العوامل الجنينية والبيئية. وأشارت المختصة إلى أسباب أخرى تساهم بدورها في الزيادة في الوزن والبدانة، مذكرة على سبيل المثال بأمراض الغدد وأعراض الضغوط النفسية والقلق والإدمان على التدخين والكحول. وشددت الدكتورة كمالي على جوانب الوقاية التي تساهم في تخفيض تكلفة الادوية المعالجة للأمراض الخطيرة التي تستحوذ لوحدها على نسبة 8 بالمائة من ميزانية الصحة. وقالت في نفس الإطار، أن ثلث الإصابات بالسرطان ونصف أمراض القلب والشرايين عبر العالم يمكن تفاديها بالاستثمار في الوقاية، كما يمكن تجنّب الإصابة بالبدانة عن طريق التحسيس بأهمية النشاط الرياضي والتربية الاجتماعية. ثلث الأطفال في الجزائر مصابون بالسمنة فيما يخص تنامي شبح السمنة عند الأطفال، كشف كل من البروفسور سليم بن حدة والبروفسور عبد العزيز شيبان، من مستشفى مصطفى باشا بالعاصمة، عن دراسة إحصائية شملت 7465 طفل من مختلف ولايات الوطن، بيّنت أن ما يفوق عن 30 بالمائة من أطفال الجزائر يعانون من أخطار السمنة التي اعتبرها الأطباء »من أخطر الأمراض المزمنة التي يؤدي عدم علاجها إلى ظهور أعراض خطيرة عند الأطفال«. وأكدت الدراسة، أن السمنة مست الأطفال من ست إلى سبع سنوات بنسبة 37 بالمائة ومن 11 إلى 12 سنة بنسبة 29 بالمائة ومن 14 إلى 16 بنسبة 33 بالمائة، وبينت أن 31 بالمائة من الأطفال يتناولون وجبات إضافية و17 بالمائة يتناولون الطعام في »فاست فود«، بينما يتناول 48 بالمائة طعامهم في البيت أمام التلفزيون. وأوضح الأطباء أن السمنة عند الأطفال، تحتاج إلى وقت طويل ومستمر من العلاج المتواصل والمجاهدة تبدأ بالتخلي عن بعض العادات السلبية على غرار الجلوس أمام التلفزيون لفترة طويلة بعد الوجبات الغذائية، الإكثار من تناول الأغذية المالحة »شيبش، كاوكاو« والحلويات بمختلف أشكالها وأحجامها، بالإضافة إلى ضرورة ممارسة الرياضة في سنّ مبكرة لا يتجاوز 10 سنوات. وأضافت الدراسة، أن السمنة عند الأطفال تنتج عنها سلبيات كثيرة عضوية ونفسية واقتصادية واجتماعية، حيث يعاني الطفل البدين مستقبلا من أمراض عضوية عديدة، كآلام المفاصل واعوجاج العظام والأنيميا وأمراض القلب والأوعية الدموية وبعض أمراض الجهاز التنفسي والإصابة بارتفاع ضغط الدم ومشاكل صحية عديدة وينتج عن ذلك تعرض الطفل لأعراض نفسية وسلوكية جراء تلك السمنة، أهمها إحساسه بأنه يثير انتباه الآخرين والعجز عن ممارسة أي نوع من الألعاب الرياضية ومجاراة أصدقائه.خلال محاولتهم الاحتجاج