قال عبد الوهاب معطر القيادي في حزب المؤتمر من اجل الجمهورية، ثاني اكبر القوى السياسية في المجلس التأسيسي التونسي، اليوم الثلاثاء لفرانس برس ان الحزب متمسك بأحقية زعيمه منصف المرزوقي برئاسة الدولة حتى لو "اضطر" للتخلي عن التحالف القائم مع حزب التكتل. وجاء تصريح معطر أستاذ القانون واحد مؤسسي المؤتمر اثر "إعلان مسؤولين في التكتل انه أصبح غير معني بالتفاوض" قبيل موعد متفق عليه معهم بعد ظهر الثلاثاء "كان يفترض ان يتم فيه نهائيا الاتفاق على تولي المرزوقي منصب رئاسة الدولة ومصطفى بن جعفر زعيم التكتل رئاسة المجلس التأسيسي". وأضاف معطر "للأسف الشديد يبدو ان التكتل أصبح يطرح انه اما ان يتولى بن جعفر رئاسة الدولة او انه سيخرج عن التحالف الثلاثي" مع النهضة. ويضم التحالف الثلاثي النهضة (89 مقعدا) والمؤتمر (29 مقعدا) والتكتل (20 مقعدا) في المجلس التأسيسي المكون من 217 مقعدا. وأشار المسؤول في حزب المؤتمر الى تسلسل المشاروات بهذا الشأن حتى اليوم وأسباب تمسك حزبه برئاسة الدولة. وأوضح "نعتبر ان وجود المرزوقي في منصب رئيس الجمهورية داعم لمسار التغيير الديموقراطي باعتباره احد ابرز رموز الثورة وله مصداقية بين التونسيين، ثم إننا ثاني قوة سياسية وبعد تقدم النهضة لمنصب رئيس الوزراء فمن حقنا ديموقراطيا ان نختار بين الرئاستين"، اي رئاسة الجمهورية ورئاسة المجلس التأسيسي، "وقد اخترنا رئاسة الجمهورية". وتابع "لقد حاول حزب النهضة إيجاد وفاق وعندما تعذر تم تحديد صلاحيات رئيس الجمهورية وعرضت النهضة على بن جعفر رئاسة المجلس التأسيسي مع ترضية إضافية عبر حقائب وزارية هامة، وكان رده انه يتفهم الوضع ثم التقى الاثنين مع المرزوقي لحسم الأمر غير انه طلب مهلة إضافية ليوم الثلاثاء لاستشارة أصدقائه" في الحزب. وختم معطر "كان منتظرا ان يتم بعد ظهر اليوم الانتهاء من هذا الأمر وحسمه بتولي المرزوقي رئاسة الدولة وبن جعفر رئاسة المجلس التأسيسي غير ان ذلك للأسف لم يحصل". وشدد المسؤول في حزب المؤتمر "نحن مصرون على ان تولي منصف المرزوقي رئاسة الجمهورية هو ضمانة للنجاح ويعطي اشارة قوية بان هناك تغييرا وثورة حدثت في البلاد". وعن الحل في حال استمر انسداد الموقف بين الحزبين، قال معطر "نحن طبعا نشعر بنوع من الألم والحسرة لان الأمر اخذ هذا المنحى (..) ولكننا مستعدون اذا اقتضى الأمر ان نعمل لوحدنا مع النهضة وبالتعاون مع قوى الثورة لإكمال المسيرة"، موضحا "قد نقبل بهذا الحل اضطرارا وليس خيارا ولسنا فرحين بذلك". في الأثناء نقلت وكالة تونس إفريقيا للأنباء الحكومية عن خميس قسيلة عضو المكتب السياسي للتكتل ان حزبه يعقد اليوم اجتماعا لمكتبه السياسي لدراسة "المقترح النهائي" بشان الرئاسة. وأشارت مصادر حزبية الى "استياء التكتل من تصريحات حمادي الجبالي الأمين العام لحزب النهضة بشان الخلافة السادسة والى احتمال توجهه الى المعارضة والخروج من التحالف الحاكم" في حين أكدت مصادر حزبية أخرى ان "هناك فيتو من إحدى العواصمالغربية على تولي المرزوقي رئاسة الجمهورية" دون الكشف عن هذه العاصمة.