أعلن مصطفى بن جعفر زعيم حزب التكتل من اجل العمل والحريات اليساري الثلاثاء لوكالة فرانس برس بدء مشاورات المرحلة الانتقالية الثانية في تونس مع حزب النهضة الإسلامي الذي يتصدر نتائج انتخابات المجلس التأسيسي. وأوضح بن جعفر ان "المشاورات بدأت مع كافة الشركاء السياسيين بمن فيهم النهضة، وهي متواصلة في انتظار الإعلان عن النتائج النهائية" للانتخابات، معربا عن "استعداده لتحمل اعلي المسؤوليات في حال حصول توافق". وأضاف زعيم التكتل "يمكن ان نكون مرشحين لمناصب مسؤولية: رئيس الدولة او رئيس الحكومة او رئاسة المجلس التأسيسي، لكن كل ذلك رهن التوافق الذي سيحصل". وفي حديث لصحيفة "لو سوار" البلجيكية مساء اليوم الثلاثاء، قال بن جعفر انه مرشح للرئاسة المؤقتة للجمهورية. وتابع بن جعفر لوكالة فرانس برس "الحوار مفتوح ولا يزال بعيدا عن نهايته، من اجل التوصل الى توافق بين كافة الشركاء دون إقصاء احد"، مشيرا الى النهضة والقطب الديموقراطي الحداثي (يسار) وحزب آفاق تونس (ليبرالي) و "حتى الحزب الديموقراطي التقدمي" (وسط). كما أكد بن جعفر تاييده تشكيل "حكومة مصلحة وطنية" تتمثل فيها القوى السياسية الرئيسية. وأضاف "يجب توجيه رسالة قوية جدا للتونسيين لنقول لهم ان مسؤولين جددا سيتولون الأمور ما سيؤدي الى تهدئة الرأي العام وطمأنة المستثمرين ومنح الثقة مجددا للشباب". وأشار الى ان اي استقطاب ثنائي بين الإسلاميين والحداثيين "سيكون مليئا بالمخاطر في المرحلة الحالية". وأكد "وجوب تقديم التوافق في إدارة البلاد ثم يدافع كل طرف عن قيمه ويجري التنافس بين المشاريع والمبادئ". ويتنافس حزب التكتل مع حزب يساري آخر هو "المؤتمر من اجل الجمهورية" بزعامة منصف المرزوقي على الموقع الثاني في المجلس التأسيسي. وأكد عبد الحميد الجلاصي القيادي في حركة النهضة من جانبه خلال مؤتمر صحافي ان المفاوضات "ستبدأ مع التكتل والمؤتمر من اجل الجمهورية". والمجلس الوطني التأسيسي (217 عضوا) الذي سينبثق من انتخابات الأحد مجسدا عودة الشرعية الدستورية للدولة والسلطة المطلقة فيها، سيتولى في الأسابيع المقبلة اختيار رئيس انتقالي جديد يتولى تشكيل حكومة انتقالية جديدة تدير البلاد حتى تنظيم انتخابات جديدة في ضوء دستور جديد.